11:12 مساءً / 21 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

لقد عدتُ.. بقلم : ناديه كيوان

لقد عدتُ.. بقلم : ناديه كيوان

الإيجابيّة لا تعني أن نتجاوز الحزن كأنّه لم يكن، بل أن نُحسن الجلوس معه دون أن نغرق في أعماقه. أن نُدرك أنّ الحزن ليس خصمًا يجب الانتصار عليه، بل معلّمًا صامتًا جاء ليقول شيئًا لم نفهمه من قبل.


لقد عدتُ…
لكنّ العودة لا تشبه البداية أبدًا. أعود بخطًى أثقل، لكنّها أكثر وعيًا. أعود بقلبٍ يعرف كيف يتنفّس الألم دون أن يختنق به، وكيف يُنصت لنداءاته دون أن يذوب في صوته.
تعلمت أن الحزن ليس عيبًا في الروح، بل مساحة صدقٍ لا يجرؤ عليها إلا من ذاق عمق التجربة. الإيجابية لا تعني أن نكبت الدمع، بل أن نمنحه معنى. لا أن نهرب من الظلّ، بل أن نُضيء فيه شمعةً صغيرة تذكّرنا بأننا ما زلنا أحياء.
لم أعد أريد الانتصار على حزني، بل المصالحة معه. أجلسه أمامي، نتحادث كصديقين قديمين، نراجع الخسارات التي كانت تبدو نهاية، فاكتشفنا أنّها كانت تمهيدًا لنضجٍ لا يأتي إلا بالوجع.
الإيجابية هي أن تعرف كيف تُزهر من قلب الجفاف، وأن تضحك لا لأن كل شيء بخير، بل لأنك فهمت أن كلّ شيء مؤقّت.
وهكذا عدتُ من جديد…
لكنّي لم أعد كما كنت.
عدتُ أكثر وعيًا، أكثر حنانًا على نفسي،
وأكثر قدرةً على أن أقول للحزن:
شكرًا لأنك مررتَ بي،
فقد جعلتني أرى الحياة
بعيونٍ لم تعرف النور من قبل.
ناديه كيوان

شاهد أيضاً

بيت لحم تحتفي بيوم التراث الفلسطيني بفعالية تؤكد دور الإعلام والفنون في صون الهوية الثقافية

بيت لحم تحتفي بيوم التراث الفلسطيني بفعالية تؤكد دور الإعلام والفنون في صون الهوية الثقافية

شفا – شاركت محافظة بيت لحم ممثلة بالأخ مراد حميد مدير دائرة الشباب والثقافة، في …