
نَغَمُ الحُرِّيَّةِ ، بقلم : نسيم خطاطبه
شَدَوْتُ نَغَمْ الحُرِّيَّةِ المُتَأَلِّمَا
وَأَطْلَقْتُ صَوْتِي بَعْدَ صَوْمٍ مُلْهِمَا
نَادَيْتُ أَمْجَادِي فَلَمْ يَلْبِ النِّدَا
قَوْمٌ تَجَهَّمَ وَجْهُهُمْ وَتَغَشَّمَا
فَزِعَتْ مِن جِرَاحِي مَلَامٍ مُوجِعٍ
زَلْزَالُهَا أَيْقَظَْ قَلْبِيَ مُظْلِمَا
نَزَفَتْ دِمَاءُ الغُزِّيُ فِي أَوْدِيَةٍ
وَالعَالَمُ المَغْمُورُ يَنْظُرُ مُبْهِمَا
مَا هَزَّهُمْ صَوْتُ النِّدَاءِ وَلا رَأَوْا
نُصْرَ الكِرَامِ وَلَا حَمَاسًا مَلْزِمَا
مَا عَادَ فِيهِمْ مِثْلُ نُخْبَةِ مِعْتصِمٍ
يَرْفَعْ سُيُوفَ العِزِّ يَرْجُو مَغْنَمَا
مَذَابِحُ الإِسْلَامِ تَحْتَ جُدُودِهِمْ
وَالخَوْفُ يَسْحَقُ شَجْنَهُمْ وَيُجَرْمَا
تَسْتَصْرِخُ الأَنْثَى وَالدُّمُوعُ شَوَاهِدٌ
وَأُولُو الفَخَامَةِ جَيْشُهُمْ مُتَنَوِّمَا
أَطْفَالُنَا فِي الدَّمْ تَرْسُمُ بَسْمَةً
وَطُيُورُ جَنَّاتِ الإِلَهِ تُنَغِّمَا
حُطَامُ دَارٍ فِي غَزَّةٍ يَتَحَطَّمُ
وَشُعُوبُ عُرْبٍ فِي الكَرَى تَتَنَوَّمَا
إِنَّ المُحْتَلَّ إِنْ دَاسَ أَرْضًا حُرَّةً
جَعَلَ العِبَادَ بِذُلِّهِمْ مُتَجَسِّمَا
يَا أَهْلَ مَدْينٍ قَدْ نَدِمْتُمْ بَعْدَمَا
صَمَتَتْ شِفَاهُكُمُ وَغَابَ الْمَغْرَمَا
غَفَوْتُ عَلَى نَغَمِ الحُرِّيَّةِ الشَّجِنِ
وَدَمْعِي عَلَى وَجَنَاتِهَا مُتَرَجِّمَا
نسيم خطاطبه