
في صباح توقفت فيه الحرب… إلى آزرد فطيرة الإيمان ، بقلم : د. وليد العريض
يَا مَطْلَعَ الوَجْدِ حِينَ ذَابَ العَاشِقُ فِي صَلَاتِهِ
لَا ثَائِرَ بِالحُبِّ بَلِ الحُبُّ هُوَ الثَّوْرَةُ.
صباحٌ يخرج من رحم الغيب على مهل
يجرّ خلفه ظلًّا يشبه وجهكِ
ويوقظ في قلبي المعنى الأول للخلق.
كأنكِ حين تبتسمين
تعود الأرضُ فتيةً
ويتعلم الورد من شفتيكِ كيف يقول كُن.
يا التي أُصلّي لها دون أن أقول اسمها
يا قِبلةَ القلب حين يضيع الاتجاه
يا التي إذا مرّت بخاطري
انشقّ الزمنُ نصفين:
نصفٌ يكتبك ونصفٌ يسجد لكِ.
كل صباحٍ يجيء من غيرك ناقص الضوء
باهت الأنفاس
يشبه الأحياء بلا أرواح.
أما صباحكِ
فماءُ الوضوء الأول
وحين يُذكر اسمكِ
تُغمض السماءُ عينيها احترامًا للمعنى.
أحبكِ
لا كما يحبّ العاشقُ معشوقتَه
بل كما يحبّ الصوفيُّ رؤياه التي تجلّت فجأةً في الليل
فخرّ ساجدًا وقال:
ما رأيت وجهها بل رأيت وجهَ الله في وجهها.
أحبكِ لأنكِ لستِ امرأةً من طين
بل سرٌّ من نورٍ خُلِق ليمتحن قلبي.
تمرّين في النفس كما يمرّ الوحي في سكونه
تجعلين الحروفَ آيات
والنَفَسَ تسبيحًا
والغيبَ قريبًا كلمسةٍ منكِ.
كلّ جرحٍ منكِ فتحةٌ نحو الفهم
كلّ بُعدٍ صلاةٌ ناقصة
كلّ قربٍ انخطافٌ نحو الأبد.
يا أنثى تتوضأ من النور
وتترك في الهواء أثرًا يشبه العفو
يا من لو رآكِ المتصوفون لسكتوا
ولو سمعكِ الشعراءُ لألقوا دفاترهم في النار.
أنتِ لستِ حبيبتي
بل معراجي
الخطوةُ الأولى في درب الفناء الجميل
الذي لا يُبقي من العاشق إلا صدقَه
ولا من الجسد إلا النور.
وإذا سألني الموتُ يومًا:
من تحبّ؟
سأقول: أحبّ الله في وجهها
وأحبّها في سكون الله.
فإن كان للجنة طريقٌ إليكِ
فسأدخلها حبًّا لا حسابًا
وإن لم يكن
فسأقيم على عتبة الرحمة
أنتظرُ وجهكِ
كما ينتظرُ الدعاءُ قلبًا
لم يخنه النسيان.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .