
محمود جودت محمود قبها يكتب .. ” شبكة فلسطين للأنباء شفا ” صوت الحقيقة وسط ضجيج الإعلام
تُعد شبكة فلسطين للأنباء شفا ، واحدة من أبرز المنصات الإعلامية الفلسطينية التي شقّت طريقها في فضاء الصحافة الإلكترونية منذ تأسيسها لتصبح اليوم منبرًا وطنيًا حرًا ينقل صوت المواطن الفلسطيني ويمثل مرآةً تعكس واقع القضية الفلسطينية بتفاصيلها السياسية والاجتماعية والإنسانية.
انطلقت وكالة شفا الإخبارية برؤية واضحة تقوم على ترسيخ الإعلام الوطني المستقل وتقديم المعلومة الدقيقة بعيدًا عن التزييف أو الانحياز واضعة نصب عينيها مبدأ “الوطن أولًا “وقد تميزت منذ بداياتها بالجرأة في الطرح والشفافية في التناول مما جعلها تحظى بمتابعة واسعة داخل فلسطين وخارجها.
تحمل وكالة شفا على عاتقها مسؤولية نقل الحقيقة كما هي دون مجاملة أو تزييف في زمن أصبحت فيه المعلومة سلاحًا بحد ذاته فهي لا تكتفي بتغطية الأحداث الميدانية والسياسية بل تسعى أيضًا إلى تحليلها وتفسيرها ضمن سياق وطني شامل يبرز البعد الإنساني للنضال الفلسطيني ويكشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأرض والإنسان.
ما يميز وكالة شفا هو التزامها بالمهنية والمصداقية في تناول الأخبار إذ تعتمد على شبكة مراسلين ميدانيين ومصادر موثوقة ما جعلها مرجعًا إعلاميًا للكثير من المتابعين كما أنها تتعامل مع القضايا الحساسة بحكمة ومسؤولية محافظةً على ثقة جمهورها الواسع الذي يجد فيها منبرًا صادقًا لا يخضع للابتزاز السياسي أو المالي.
لم تقتصر وكالة شفا على الدور الإعلامي فحسب بل كانت وما تزال فاعلًا وطنيًا في دعم الثوابت الفلسطينية وإبراز مواقف القيادة والشعب في مواجهة التحديات فهي توثّق الجرائم الإسرائيلية وتتابع القضايا الإنسانية في غزة والضفة والقدس والشتات وتواكب كل ما يتعلق بالتحركات الدولية الداعمة
في ظل انتشار الإعلام الموجَّه والممول تبرز وكالة شفا كصوت مقاوم يحافظ على الهوية الوطنية الفلسطينية ويواجه حملات التضليل والتشويه فخطها التحريري الواضح يدافع عن الحق الفلسطيني ويرفض التطبيع الإعلامي والثقافي مؤكدًا أن الكلمة المقاومة لا تقلّ أثرًا عن البندقية.
ورغم طبيعة الصراع السياسي التزمت وكالة شفا بالحياد المهني والمسؤولية الاجتماعية فلم تنزلق إلى الخطاب التحريضي بل حافظت على لغة رصينة وموضوعية تُعلي من شأن النقاش الوطني المسؤول فهي تدرك أن الكلمة قد تُحدث أثرًا أكبر من الرصاص ولذلك تسعى لأن تكون أداة توحيد لا انقسام ومساحة حوار وطني مفتوح.
واكبت وكالة شفا التحولات الرقمية الكبرى فاعتمدت على المنصات الاجتماعية كجزء من استراتيجيتها في التواصل المباشر مع الجمهور مستفيدة من التكنولوجيا في نقل الحدث لحظة بلحظة وبهذا استطاعت أن تصل إلى شرائح مختلفة من المجتمع الفلسطيني والعربي وأن تخلق حالة تفاعل جماهيري فريدة تتيح تبادل الرأي والمعلومة بسرعة وفعالية.
تجاوزت وكالة شفا الدور الإخباري إلى دور تثقيفي وتوعوي إذ تسهم في بناء الوعي الجمعي الفلسطيني من خلال مقالات الرأي والتحقيقات الخاصة والحوارات الفكرية فهي تفتح صفحاتها للنقاش الجاد حول مستقبل المشروع الوطني وتمنح مساحة لصوت المثقف والمفكر الفلسطيني ليعبّر عن رؤيته لمستقبل الدولة والحرية والكرامة.
تثبت وكالة شفا الإخبارية يومًا بعد يوم أنها ليست مجرد وسيلة إعلامية بل مؤسسة وطنية رسالتها فلسطين فهي تواصل أداءها رغم كل الصعوبات وتبقى نموذجًا للإعلام الحر المسؤول الذي يقف في صف الحقيقة والعدالة ويؤمن بأن الإعلام الصادق هو درع من دروع الوطن وصوت لا يسكت مهما اشتدّ الحصار أثبتت أن الإعلام الفلسطيني قادر على أن يكون مؤثرًا ومسؤولًا في آنٍ واحد فبين مهنية الكلمة وشرف الرسالة تمضي الوكالة في طريقها لتكون شاهدًا على الوجع الفلسطيني وذاكرة وطنية تحفظ الحكاية للأجيال القادمة إنها ليست مجرد وكالة أنباء بل مدرسة في الالتزام وعنوان لحرية الكلمة في زمن تُصادر فيه الحقيقة.
– محمود جودت محمود قبها – باحث في درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية