
عامين من العدوان… وكتير أشياء راحوا ، بقلم : منى سامي موسى
صار لنا عامين نعيش على وقع العدوان. عامين خسرنا فيهم كل شي… ذكريات، بيوت، أمان، تفاصيلنا الصغيرة اللي كانت تحسسنا إنه إلنا مكان بهاي الدنيا. كتير تغيّرت وجوهنا، حتى إحنا صرنا ما نشبه حالنا. كنا نحلم، كنا نخطط لبكرة، واليوم صرنا نعيش لحظة بلحظة.
بيوتنا تدمرت، حضن الأمان راح. ووقت القصف، حسّيت روحي بتطلع… مشهد ما بنساه، مشهد الوداع من غير وداع. طلعنا من بيوتنا على أمل الرجعة، بس ما رجعنا. رحنا على الجنوب، عشنا بتفاصيل غريبة ما بتشبهنا. كل شي صار صعب، فراق الأحبة، البعد عن الأصحاب، ناس راحوا وما قدرنا حتى نودعهم، صاروا شهداء.
كبرنا بالعمر سنين وسنين… سنة الحرب كأنها عشرين سنة من الوجع، من التعب، من الدروس. عرفنا مين معنا، مين ضدنا، مين بيحبنا بصدق. أكلنا أكلات ما عمرنا جربناها، سكنّا بأماكن ما كنا نتخيل نعيش فيها.
أنا كنت بحلم بالدكتوراه، كنت عالطريق، بس العدوان وقف كل شي. خلصت رسالتي بين القصف والخوف وانقطاع الكهرباء، بس الحلم وقف، السفر وقف، النقاشات الأكاديمية راحت. بس رغم هيك… لساتني واقفة.
اللي مخليني أستمر، إن أهلي بخير، وإنه في ناس حواليا بضحكهم، برسم البسمة على وجوه أطفال غزة، وبساعد كل حد بقدر عليه، وباخد منهم دعوة من القلب… هيك بصير اليوم إلي معنى.