3:46 صباحًا / 18 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

في غزة .. ، السرطان والحرب ، يتنازعان حياة النساء ، بقلم : بديعة النعيمي

في غزة .. السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء ، بقلم : بديعة النعيمي

في خضم الحرب العدوانية المستمرة على قطاع غزة، تتفاقم معاناة مرضى السرطان، وأخص النساء في هذا المقال، وخاصة المصابات بسرطان الثدي، حيث يواجهن مأساة المرض والحرب معا. فالوضع الصحي متدهور في القطاع، وقد وصل مرحلة الانهيار الكامل مع القصف المتواصل، وتضرر البنية التحتية الصحية، والنزوح الجماعي، ما أدى إلى حرمان آلاف المرضى من الحد الأدنى من الرعاية الطبية.

وقد أكد الدكتور محمد أبو ندى، المدير الطبي لمركز غزة للسرطان، أن حالات السرطان تزداد سوءا مع النزوح وعدم توفر الأدوية والعلاجات وتوقف جلسات العلاج الكيماوي، ونقص الطواقم الطبية، وإغلاق غرف العمليات، التي باتت مخصصة فقط لإنقاذ الإصابات الخطيرة التي تصل المستشفيات نتيجة القصف المستمر، فيما تؤجل جراحات الأورام إلى أجل غير معلوم.

وكنتيجة لظروف الحرب فقد توقفت برامج الفحص المبكر لهذا المرض، وهو ما أدى إلى عدم اكتشاف حالات سرطان الثدي إلا في مراحل متقدمة، بعد أن كان بالإمكان علاجها بفعالية لو تم التشخيص في الوقت المناسب. ما يؤدي إلى إخفاقات في جسد المريضة بسبب انتشاره ومن ثم موتها بعد عامين، بحسب تقديرات الأطباء.


هذه الحقائق القاسية تظهر أن النساء في غزة يحرمن من الحق في الحياة بسبب الحرب وبالتالي العجز الطبي.

أما المريضات اللواتي اضطررن للنزوح فحالة أخرى، فغالبا ما يجدن أنفسهن في أماكن غير مجهزة طبيا، ولا يمكنهن الوصول إلى المستشفيات أو مراكز الفحص، ما يعني فقدان أي فرصة للعلاج أو المتابعة الطبية وبالتالي انتظار الموت البطيء.

هذه الأوضاع الكارثية وثقتها منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية ومؤسسة “ميديكال إيد فور باليستينيانز”، التي حذرت من نقص حاد في أدوية السرطان في غزة، ووجود ما يزيد عن آلاف من مرضى بالسرطان يعانون بسبب انقطاع الإمدادات الطبية، وسط عجز المستشفيات عن توفير الحد الأدنى من الرعاية.

ما يحدث، كارثة إنسانية، تتعرض فيها حياة آلاف النساء لخطر الموت البطيء، في ظل إيقاع المجازر اليومية التي انشغل بها العالم عن نساء يمتن بصمت بمرض يمكن القضاء عليه لو توافرت أقل الإمكانيات.

إن ما تعيشه اليوم نساء السرطان في غزة ما هو إلا انعكاس لانهيار الإنسانية، ففي حين كان يمكن إنقاذهن بعملية جراحية بسيطة وروتينية، يتركن لمواجهة مصيرهن بلا علاج، ولا حتى فرصة للنجاة.

فما أصعب أن تنتزع الحياة في الوقت الذي كان من الممكن لها أن تستمر لولا الحرب والحصار. وما أصعب أن تبقى الروح معلقة بين شهوة الحياة وسكون الفقد، تصارع الانطفاء بشجاعة خفية.


فياللعار من هذا الصمت العالمي وخاصة العربي المطبق الذي يساهم في انتزاع حق نساء غزة من الحياة بسبب عدو شاذ متغطرس ودخيل!!!…

شاهد أيضاً

الصين : أربع قرى صينية ضمن قائمة الأمم المتحدة “لأفضل القرى السياحية” لعام 2025

شفا – أعلنت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة قائمتها السنوية لأفضل القرى السياحية. تم …