
الشاعر سماحة حسون يكتب .. ” وكالة شفا ” روح نابضة في قلب الإعلام الفلسطيني ونافذة فلسطين على العالم
في عالم يموج بالأخبار المتسارعة، حيث تختلط الحقيقة بالزيف، وتتشابك الكلمات مع الصدى الفارغ، تظهر شبكة فلسطين للأنباء شفا ، كحقيقة حسية، كروح نابضة في قلب الإعلام الفلسطيني، حيث لا يهم السرعة وحدها، بل الأمانة في نقل اللحظة الإنسانية، وأصالة الكلمة قبل وقعها على الشاشة.
شفا ليست مجرد منصة إخبارية، بل هي تجربة فلسفية في الرؤية، تعيد التفكير في معنى الخبر ذاته: هل هو مجرد نقل للمعلومة، أم نافذة على الحياة، على نبض المجتمع، على صمت الحكايات التي لا يصل صوتها إلا لمن يلتفت بإحساسه قبل عقله؟ هنا يظهر جمال المهنية؛ ليست بروتوكولات وإجراءات، بل التزام بالصدق، ومراعاة للروح الإنسانية التي تتسرب بين السطور قبل أن تصل إلى عيون القارئ.
هناك أماكن في الفضاء الإعلامي تشع بالحقيقة قبل أي شيء، وتشع بالإنسان قبل الخبر، وهكذا هي شبكة فلسطين للأنباء “شفا”. ليست مجرد منصة تنقل الأحداث، بل هي عين فلسطينية ترى الحياة من قلب تفاصيلها الصغيرة، ومن روح معاناة وأمل مجتمعٍ لا يعرف الاستسلام.
في كل خبر تنقله وكالة شفا، تتلمس اليد البشرية طريقها بين الكلمات، فتخرج من الصفحات نبضات الحياة اليومية، وآهات الناس، وصدى أصواتهم التي لا تصل أحيانًا إلا عبر قنوات مستقلة صادقة. هنا، المهنية ليست مجرد معيار، بل التزام أخلاقي، وعدّ، ووفاء للحق قبل أي اعتبار آخر.
استقلاليتها ليست شعارًا، بل مسافة ضرورية بين الحقيقة وكل ما قد يلوّثها. فهي تراقب الحدث بعين الموضوعية، وتترك الحكم للقارئ، لأن الصحافة ليست قوة تفرض الرأي، بل مرآة تُعيد للمجتمع صورته كما هو، بألمه وأمله، بمخاوفه وتطلعاته. إنها فلسفة الإعلام التي تحترم الذكاء الجمعي، وتمنحه الحرية في التفكير قبل التأثر، والوعي قبل الاستهلاك.
واستقلاليتها هي شعاعها الخاص، ذلك الضوء الذي يجعلها بعيدة عن أي تأثير حزبي أو سياسي، لتبقى مرآة تعكس الواقع كما هو، بلا رتوش ولا تزوير. إنها المسافة بين الحقيقة والتزييف، حيث يجد القارئ نفسه أمام ما هو حقيقي، محسوس، وإنساني، قبل أن يكون مجرد خبر.
أما سرعتها في الأداء، فهي ليست مجرد سباق مع الزمن، بل رقة في إيصال المعلومة لحظة حدوثها، بحساسية تفهم أن لكل حدث حياة، وأن لكل نبضة خبر مكانها في القلب قبل أن تصل إلى الشاشة. هذه السرعة مترافقة مع دقة لا تتنازل عنها، ومع احترام لوعينا الجمعي الذي يحتاج أن يُرى، ويُسمع، ويُعرف.
انتشارها المحلي والدولي ليس مجرد أرقام، بل حضور متواصل، صامت أحيانًا، عميق أحيانًا أخرى، يجعل من وكالة شفا جسراً بين فلسطين والعالم، بين المأساة والأمل، بين الروح الإنسانية والحدث العاجل. إنه انتشار يحمل مسؤولية، ويمنح القوة لكل كلمة تنطق باسم الحق.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا ، بهذا المعنى، ليست مجرد إعلام، بل تجربة إنسانية وشاعرية، ترافقك وأنت تقرأها، تشعر بها قبل أن تفهمها، وتدعوك لأن تؤمن بأن الخبر يمكن أن يكون فنًا، والحقيقة يمكن أن تكون شعورًا، والكتابة يمكن أن تكون حضنًا لكل من يبحث عن فلسطين في قلبه قبل الخريطة.