12:21 صباحًا / 27 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

الأمانة الخالدة ، بقلم : بلقيس عثامنه

الأمانة الخالدة ، بقلم : بلقيس عثامنه

الأمانة الخالدة ، بقلم : بلقيس عثامنه


نحن محطة في تاريخ الأوطان، نترك على صفحته بعضًا من آماله وجزءا أحلامنا وكل استطاعتنا، ماذا نكتب؟ وكيف نسطر كلماته الباقية؟


أسئلة تراود كل مخلص في حبه، يبحث عن بصمة باقية، نترك هذه البصمات برؤانا، وعزمنا وعزيمتنا في تحدي الصعوبات، فكل الأوطان تحب أبناءها وتسعى لفتح الآفاق بعون سواعدهم؛ لأن الأوطان أمانة بين أيدينا، فنحميها بالمنى والسعي وتطوير ذواتنا، نخطها بالتجديد والعزيمة والابتكار.


كل محب مؤمن ورسول يبث صورة عن أرضه، كلنا رسل وسفراء للأرض التي أنجبتنا ورفعتنا.. نحن جزء منها، وهي نحن.. نؤمن بأرضنا ونرفعها بأحلامنا وسعينا..


ما السعي؟ وكيف نؤدي الرسالة؟ بأن نثق باللامستحيل.. أن نعمل بترابط وتعاضد كجسد واحد لبناء المجتمع وتحسين آفاقه. فالأوطان أمانة في أعناق شبابها، وعليهم إدراك هذا السر الوجودي وكسر الحواجز لبناء الغد.. المعلم أول لبنة بعد المربي الحق، هكذا تبنى الأوطان، بغراسها التي نسقي ونروي بجهودنا وعلمنا وطاقاتنا..


“نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد” كلمات رددناها دون وعي بمدلولاتها العميقة فالوطن حي بنا وإن أنكرناه يمثل جزءًا من هويتنا وتاريخنا وأيضا جيناتنا.. المجد للشباب الواعد الحالم، المجد لمن يؤمن بوطنه ورسالته.. ويسعى لتحقيق دوره على أتم وجه.. المجد للشباب الذي يكافح كل يوم.. الذي يبني الوطن.. فكل واحد منا مسؤول عن هذا البناء “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” ونحن مسؤولون أمام الله أولا وأمام أنفسنا ثانيًا عن هذه الأرض.


فبناء الأوطان يحتاج إلى وعي بأدورانا، وإيمان بقدراتنا، وتحقيقنا لأدوارنا يتحقق بنصرة تطلعاتنا والحفر بعيدا بعيدا في ذواتنا بحثًا عن رسالة كل منا.. فالوطن هو نحن، وغده غدنا.. لينظر كل منا في أعمق أعماق روحه.. ويبحث عن دوره.. فليس فينا مهمش؛ لأننا بناء واحد.. بالتكافل والقيم، بالمحبة والإيمان يمكن أن نحقق المستحيل..


فللوطن حق علينا كما حقنا عليه.. وفي أعماق كل منا وطن.. حيث يشعر بالانتماء والسكينة رغم قلقه الوجودي.. هذا الوطن يحثه على السعي لأجلهما.. فنحن ركيزة البناء ومستقبله.. والأمل الأمل سر تقدمنا ونضالنا، بالكفاح والعمل وبالتقدم بخطوات صغيرة، وبتكاتفنا نؤدي الأمانة، حيث يكون المستحيل مرفوضًا والطموح أفقه بعيد لا سقف له، وماؤه السعي، وغذاؤه التعاون..


لكل دور ولكل مكانة في هذا البناء المشيد العظيم وهذا الصرح الأزلي.. إذ يسطرنا التاريخ في كل يوم دون أن نعي أهمية ما نقوم به.. إن شئنا أو أبينا نحن الحاضر وسطور في التاريخ، ولينظر كل واحد رغبته في أي الأماكن يريد المكوث، على هامش السطور أم خطوطا ذهبية تلمع نجومًا باقية الأثر..


ليس العجز ديدننا وليس التواكل دربنا.. خلقنا لأسباب؛ فإعمار الأرض إحداها إذ يتحقق فيه رضا الله ورسوله، ونحقق فيه ذواتنا.. لنرفرف عاليًا في سماء السعي.. بأخلاق تتفق ومبادئ تتقاطع وبسريرة صادقة وبعمل مخلص نحقق إيماننا ورسالتنا..


أذكركم ونفسي معشر الشباب بأن لنا الغد ومجده المخلد.. وبأننا قادرون.. لكن ليراجع كل واحد نفسه ويعيد ترتيب أولوياته وليكن وطنه وتحقيق عزه أحد أولوياته.. فأوطاننا تؤمن بنا.. ونحن نؤمن بطاقاتنا.. نحن الغد.. ولنا المجد، فالمجد لكل شخص يعي دوره ويقضي وقته طاعة لله وتحقيقا لذاته ونصرة لرسالته.. وهذا سر من أسرار وجودنا، وغاية علينا تحقيقها..

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى في قطاع غزة إثر القصف الإسرائيلي المتواصل

شفا – استشهد 60 مواطنا في أنحاء قطاع غزة، مع استمرار الغارات المكثفة وعمليات نسف …