1:32 صباحًا / 26 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

إسرائيل تعترف… ولكن بعد فوات الأوان ، بقلم : د. وليد العريض

إسرائيل تعترف… ولكن بعد فوات الأوان ، بقلم : د. وليد العريض

في صحيفة هآرتس العبرية، الصحيفة التي لا تتجمّل أمام الأكاذيب الرسمية، كتب الصحفي الصهيوني آري شافيت مقالة تشبه شهادة وفاة مبكرة لدولة وُلدت على الخرافة وتعيش على دعم الخارج. شافيت لم يُخفِ الحقيقة:

إسرائيل ربما وصلت إلى نقطة اللاعودة، وربما أصبحت دولة تستنشق آخر أنفاسها.

من المفارقة أن يأتي هذا الاعتراف من كاتب بارز في واحدة من أهم الصحف الإسرائيلية، لا من مجلس الأمن ولا من البيت الأبيض. فـ هآرتس لطالما كانت مرآة النقد الداخلي، لكن هذه المرة عكست صورة مروّعة:


دولة استعمارية عاجزة عن إصلاح نفسها وصهيونية شاخت قبل أوانها.

الكاتب أشار بوضوح:


الاحتلال لم يعد قابلًا للاستمرار والجدران والأسلاك لم تُنتج أمنًا ولا الطائرات ولا الدبابات استطاعت أن تُخمد جذوة الفلسطينيين. الفلسطيني، كما وصفه زميله جدعون ليفي، هو “أصعب شعب في التاريخ”، احتُلّت أرضه وسُجن شبابه وهُدمت بيوته فخرج بانتفاضة 1987، ثم عاد بانتفاضة 2000، ثم بصواريخ الحصار وأنفاق غزة. أي أن كل أدوات الردع التي تباهى بها نتنياهو وحلفاؤه تحولت إلى كذبة كبرى، تتهاوى أمام إرادة شعب أعزل إلا من الإيمان بحقه.

الأكثر سخرية أن شافيت لم يمنح الفضل لا لترامب ولا لبايدن ولا للأمم المتحدة، بل قالها بوضوح:

المقاومة الفلسطينية هي الورقة الأقوى وهي القوة الوحيدة القادرة على تقرير مصير “إسرائيل”. هذه شهادة لا يكتبها شاعر مقاومة ولا مؤرخ فلسطيني، بل يخطها قلم صهيوني في قلب تل أبيب.

لكن بينما الإسرائيليون يعترفون ويكتبون نعي دولتهم في صحافتهم، نجد بعض المطبعين العرب يتسابقون لتقديم الأوكسجين لميت سريري. يبيعون شعوبهم الوهم باسم “السلام”، في حين يقول الإسرائيليون أنفسهم إن لا سلام بلا إنهاء الاحتلال ولا أمن بلا عودة الحقوق لأصحابها. التطبيع هنا ليس سوى قناع على وجه جثة.

ولأن التاريخ لا يرحم فإن كذبة “الأرض الموعودة” و”الهيكل المزعوم” تحوّلت اليوم إلى عبء على أصحابها، بعدما أثبت علماء آثار يهود وغربيون من تل أبيب إلى لندن أن الهيكل لم يوجد أصلًا تحت المسجد الأقصى. دولة تأسست على أسطورة وها هي تلفظ أنفاسها تحت وطأة الحقيقة.

إسرائيل تعترف اليوم، لكن بعد فوات الأوان. تعترف أن المقاومة هي الحقيقة الوحيدة وأن الفلسطيني الذي وُصف يومًا بالعاجز، صار عنوان البقاء والكرامة. فهل يقرأ المطبعون هذه الاعترافات؟ أم يفضّلون أن يكتبوا نعيهم بأيديهم مع نعي الاحتلال؟

  • – د. وليد العريض – مؤرخ وكاتب صحفي

شاهد أيضاً

المصادقة على تعيين ديفيد زيني رئيسا لجهاز الشاباك

المصادقة على تعيين ديفيد زيني رئيسا لجهاز الشاباك

شفا – وافقت اللجنة الاستشارية للتعيينات في المناصب العليا بالإجماع على تعيين اللواء المتقاعد، مرشح …