
نبض الحياة ، بقلم : الدكتورة عطاف الزيات
الحياةُ نبضٌ يتردَّد في أعماقنا، يعلن أنَّنا ما زلنا على هذا المسرح الكبير، نتعلَّم أدوارنا ونؤدِّيها بين الفرح والحزن، بين الشغف والفتور، بين الأمل والخوف. كلُّ دقَّة قلب هي رسالة خفيَّة تقول: ما زلتَ هنا، وما زال أمامك طريقٌ لتسلكه، وأحلامٌ لتطاردها، وأشخاصٌ لتلتقيهم.
إنَّ نبض الحياة ليس مجرَّد إيقاعٍ بيولوجي يذكّرنا بوجودنا، بل هو ذلك الشعور العميق بأنَّ لكل يوم فرصة جديدة للبدء من جديد، مهما تعثَّرت الخطوات أو أثقلتك الخيبات. فالنبض الحقيقي هو حين تجد في صباحك سببًا يجعلك تنهض بابتسامة، حتى وإن كان هذا السبب صغيرًا كفنجان قهوة دافئ أو كلمة طيبة من عابر طريق.
ونبض الحياة يتجلى أيضًا في تفاصيل لا يلتفت إليها الكثيرون: في ضحكة طفل، في يدٍ حانية تمسح دمعة، في زهرة تكسر صمت الجدار، وفي غروبٍ يذكّرك أن النهايات قد تحمل بدايات أجمل.
فلنحافظ على هذا النبض حيًّا داخلنا، نغذِّيه بالحب، ونحميه بالأمل، ونمنحه المعنى بالفعل الصادق. فالحياة، مهما قست، تمنحنا دائمًا فرصة أخرى لنعيشها بامتنان.
فالنبض بين أيدينا، والخيار لنا: أن نتركه يخبو… أو نجعله يضيء