6:04 صباحًا / 28 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

دور الانفعالات في بناء شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه ، بقلم : ا.د. عطاف الزيات

دور الانفعالات في بناء شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه ، بقلم : ا.د. عطاف الزيات

دور الانفعالات في بناء شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه


تُعَدُّ الانفعالات جزءًا أساسيًّا من الحياة النفسية للطفل، فهي اللغة الأولى التي يُعَبِّرُ بها عن احتياجاته ومشاعره قبل أن يتقن الكلام، وهي كذلك أداة مهمة في تكوين شخصيته وصياغة صورته عن ذاته والعالم من حوله.
أولًا: الانفعالات وبناء شخصية الطفل


الانفعالات كمنبع للسلوك: عندما يشعر الطفل بالخوف أو الغضب أو الفرح، فإن سلوكه يتأثر مباشرة بتلك الانفعالات، مما يحدد طريقة تفاعله مع محيطه.


التجارب الانفعالية المبكرة: تلعب دورًا في رسم الملامح الأولى لشخصية الطفل، حيث إن الطفل الذي يعيش في بيئة داعمة يجد مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره، بينما الطفل الذي يكبت مشاعره يتسم بالانسحاب أو العدوانية.
الانفعالات ودورها في التكيف: قدرة الطفل على ضبط انفعالاته تساعده على التكيف مع مواقف الحياة اليومية وتحدياتها، مما يجعله أكثر مرونة وقدرة على مواجهة المشكلات.


ثانيًا: الانفعالات وتعزيز الثقة بالنفس
التعبير الحر عن المشاعر: عندما يُسمَح للطفل بالتعبير عن مشاعره دون خوف من العقاب أو الاستهزاء، فإنه يطور إحساسًا إيجابيًا بذاته.
التقدير والدعم: استجابة الوالدين والمعلمين بانتباه واحتواء لمشاعر الطفل تعطيه شعورًا بالقيمة والاعتراف، وهو أساس الثقة بالنفس.
إدارة الانفعالات: تعليم الطفل كيف يتحكم في غضبه أو خوفه بطريقة بنّاءة يجعله أكثر ثباتًا أمام الضغوط، ويمنحه صورة قوية عن نفسه.
النجاح والانفعالات الإيجابية: كل تجربة نجاح يُقابِلها الطفل بالفرح والفخر، تعزز ثقته في قدراته وتشجعه على التقدم.
ثالثًا: دور الأسرة والمدرسة في دعم الانفعالات


الأسرة: هي الحضن الأول لتربية الانفعالات، من خلال الحوار، الاحتواء، وإعطاء نموذج قدوة في كيفية التعبير عن المشاعر.
المدرسة: توفر بيئة اجتماعية تساعد الطفل على تنمية ذكائه العاطفي من خلال التفاعل مع أقرانه والمربين.
رابعًا: توصيات تربوية

  1. إتاحة المجال للطفل للتعبير عن مشاعره بطرق متنوعة (كالرسم، الكتابة، اللعب).
  2. تعليم الطفل أساليب تهدئة النفس عند الغضب أو القلق.
  3. تقديم تغذية راجعة إيجابية تعزز شعوره بالإنجاز.
  4. التركيز على بناء مهارات الذكاء العاطفي إلى جانب الذكاء العقلي.

خلاصة القول: الانفعالات ليست مجرد ردود فعل عابرة عند الطفل، بل هي حجر أساس في بناء شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه. وكلما وُجِّهَت بطريقة تربوية واعية، تحوّلت إلى طاقة إيجابية تدفع الطفل نحو النمو النفسي والاجتماعي السليم.

شاهد أيضاً

الصين تحث المجتمع الدولي على اتباع الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن الأزمة الإنسانية في فلسطين

الخارجية الصينية : الصين تدعم قطر في استضافة القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية

شفا – قال قوه جيا كون، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم الاثنين، إن الصين …