شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
قراءة في ديوان سمراء الحلم للشاعر علاء عاشور ، بقلم : رانية مرجية
مقدمة
ديوان سمراء الحلم للشاعر علاء عاشور ليس مجرد مجموعة شعرية، بل هو فضاء وجداني وفكري يتجاوز حدود الشكل التقليدي للشعر. في هذا الديوان، تنبثق “السمراء” كرمز للحب، للأنوثة، وللوطن، فتتحول إلى أيقونة حلمية تجمع بين الروح والجسد، بين الغياب والحضور. علاء عاشور يكتب شعره بلغة القلب، ليترك أثرًا يتجاوز حدود الصفحة.
البنية اللغوية والأسلوبية
• لغة مشحونة بالرمز: الكلمات تنزاح عن دلالتها المباشرة لتخلق عالمًا موازياً للحلم.
• الإيقاع الداخلي: يتشكل عبر التكرار والتناغم بين الصور، ما يمنح النص موسيقى صامتة.
• الصور الشعرية: البحر، الليل، النجوم، الظلال… كلها رموز تتكرر لتعكس قلقًا وجوديًا ورغبة في الخلاص.
• الأسلوب: نص مفتوح على السرد الشعري، يرفض القيود العروضية التقليدية، مما يجعله أكثر قربًا من القارئ المعاصر.
الثيمات الرئيسة
1. الحب: يتجاوز العلاقة الفردية ليصبح قوة كونية، ووسيلة لاكتشاف الذات.
2. الأنوثة: “السمراء” رمز للأرض والوطن والمطلق، وليست فقط صورة لجسد أنثوي.
3. الحلم مقابل الواقع: النص يعيش في المنطقة الرمادية بين النوم واليقظة، حيث يمتزج الوهم بالحقيقة.
4. الاغتراب: إحساس متكرر بالوحدة والحنين، يعكس غربة الإنسان عن ذاته وعن العالم.
البعد الفلسفي والصوفي
يستعير علاء عاشور لغة الحلم ليعبر عن أسئلة وجودية كبرى. الحب عنده أقرب إلى التجربة الصوفية، حيث يتحول العاشق إلى سالك يبحث عن المطلق. السمراء هنا ليست فقط أنثى، بل معراج روحي يعبر به الشاعر نحو المعنى الأسمى.
خاتمة
ديوان سمراء الحلم للشاعر علاء عاشور نص استثنائي يزاوج بين الشعر والفلسفة، بين الوجداني والرمزي. إنه مرآة تكشف للمتلقي عن هشاشته وغربته، وتمنحه في الوقت نفسه حلمًا يتجدد مع كل قراءة.
هو عمل يليق أن يُقرأ لا مرة واحدة، بل مرارًا، لأنه مع كل قراءة يفتح بابًا جديدًا للتأويل والتأمل
