
لا تُبرّروا أوجاعكم… فالحق لا يُشحد ، بقلم : ناديه كيوان
لسنا مُجبرين أن نُفصّل وجعنا أمام أحد، ولا أن نُخرج جراحنا إلى الضوء كي يصدّقونا.
الألم لا يحتاج إلى شهادة ميلاد، ولا إلى تقريرٍ يبرّره؛ يكفي أنه يسكن الجسد والروح، ليكون حقيقيًّا بقدر ما نعيشه.
الحق لا يُقاس بمدى دموعنا ولا بعدد كلماتنا التي تفضح التعب. كذلك لا يحتاج إلى استعطاف، ولا إلى استجداءٍ مُذلّ، فهو لا يُمنح كهدية، ولا يُوزّع كصدقة… إنّه يُصان لأنّه حق، ويُنتزع لأنه استحقاق، لا لأنه قصة مؤلمة أثّرت في قلب مسؤول أو مشغّل.
من الجريمة أن يُختزل الإنسان في تفاصيل مرضه، وأن يُضطر أن يُعرّي وجعه ليُثبت أحقيته.
الكرامة فوق كل تفصيل، والوجع شأن شخصي لا يُقاس بمقدار ما يُعرض على الطاولة.
وحين يُغلق المدير أو المشغّل الباب، فالأبواب الأخرى مفتوحة: هنالك نقابات، ومؤسسات، وقوانين، وجدران عالية تُحاصر الظلم وتكسر تعنّت المتجاهلين. فالحق لا يُسقطه صمت أحد، ولا يُلغيه جحود مسؤول، ولا يُطفئه إنكار.
إننا لا نشحد حقوقنا شحدةً، ولا نبيع كرامتنا بثمنٍ بخس. نحن نعلم أن الحقوق تُؤخذ لأننا بشر، لأننا نستحق الحياة بكرامة، لا لأننا حكينا تفاصيل الألم.
فلا تُبرّروا أوجاعكم… واجعلوا من صمتكم سلاحًا، ومن وعيكم طريقًا، ومن إصراركم وعدًا أن الحق لا يُستجدى، بل يُنتزع.
“الحقّ كالشمس… قد يحاولون حجبه بالغيوم، لكنه في النهاية يشرق مهما طال الانتظار.” — من همسات