شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
الغابة التي لا يُستجاب فيها الدعاء (26) بقلم : د. وليد العريض
في الغابة تتشابه الملامح وتختلف الأقنعة؛ حاكمٌ يخشى الريح وآخر يبيع الأوهام وثالثٌ يدفن رأسه في الرمل. الأصوات كثيرة… لكنها نقيقٌ لا يُسمع وصمتٌ يُشترى بالكرسي. هنا، لا تُستجاب الدعوات لأن السماء لا تُصغي للجبناء، بل تنحاز دومًا لدماء الأحرار حين تكتب وصاياها على جدران الغابة.
قصيدة: إمبراطورية الضفادع وأمراء النعام
فرعون الضفادعِ فوقَ عرشٍ موحلٍ يطنطنُ ليلًا ويهذي شِعَارا
يبيعُ الصدى في سوقِ خوفٍ مُعتمٍ ويحسبُ أن النقيقَ وقارا
أميرُ النعامِ على الرمالِ مُقيمٌ يخبّئُ رأسًا ويخشى الغبارا
إذا مرَّ ظلٌّ قال: هذي جيوشٌ! فيدفنُ رأسًا ويستنجدُ جارَا
وزيرُ الثعالبِ يسرقُ قوتًا ويخيطُ الأكاذيبَ دمعًا ودارا
يُصافحُ تمساحًا على لحمِ طيرٍ ويقسمُ بالله أن لا غدَا جارَا
أما الحميرُ ففوقَ كرسيِّ خوفهمُ يغطّونَ نومًا ويهوونَ خمارا
يبيعونَ شعبًا يشترونَ أوهامًا
ويحسبُ غافٍ الوهمَ عزًّا ونَصَارا
ببغاءُ حاشيةٍ يردّدُ صوتَهمُ
سلامٌ… سلامٌ ويقتلُ دارا
سلامٌ يُباعُ كسلعةٍ بالأسواقِ
سلامٌ رخيصٌ يُغنّي خسارا
تمساحُ وادٍ يلتهمُ العصافيرَ
ويعلنُ: عفوًا… خطأً في المسارا
وثعلبُ حاشيةٍ يصفّقُ عاليًا
ويهتفُ: برافو… مجدًا ونصَارا
لكن دمَ العصفورِ يكتبُ عهدَهُ
على صخرةٍ حمراءَ خطَّ الشِعَارا
يقولُ: النصرُ للحريةِ فانهضْ
أما الطغاةُ فمصيرُهُمُ دمارا
فلا ترجُ من ضفدعٍ نقيقًا صادقًا
ولا من نعامٍ خيارًا وقرارا
ولا من حميرٍ يعبدونَ كراسيًا
ولا من بومٍ يُضلّلُ أزهارا
دعاءُ الغابةِ يضيعُ هباءً
إذا كان حاكمُها ثعلبًا حيارا
فيا أيها الأحرارُ هبّوا جميعًا
فقد آنَ أن تُكسَرَ الأستارا
دمُ الشهيدِ هو الدعاءُ المسموعْ وصوتُ الشعوبِ إذا نهضْنَ نَصَارا
أما الضفادعُ والنعامُ وحاشيةُ البومِ
فمصيرُهُمُ أن يكونوا غبارا
وخاتمة الكلام : هكذا تدور حكاية الغابة؛ ضفادع تنقّ بلا معنى، نعام يدفن رأسه في الرمال، تماسيح تلتهم الأبرياء، وحمير تحرس الكراسي كأنها معابد. لكن حين يكتب العصفور دمه على جدار الغابة، تُسقط وصاياه كلّ أقنعة الزيف، وتعلو الحقيقة: أن الحرية وحدها تنتصر، وأن الظلم مهما تضخّم… مآله إلى فناء.
