5:50 مساءً / 19 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

تعقيبا على مقالة وليد عبد الحي ، غربان العم سام ، بقلم : وليد العريض

تعقيبا على مقالة وليد عبد الحي: غربان العم سام ، بقلم: وليد العريض

الغابة التي لا يُستجاب فيها الدعاء (25)

الغراب سام والألواح الزجاجية المهشّمة

في تلك الغابة، حيث يضيع الدعاء في ضبابٍ كثيفٍ من النفاق، ينعق الغراب سام، غرابٌ ضخمٌ أسود الجناحين، يتقن لغة الصاروخ والتصريح. يقف متغطرسًا على غصنٍ متعفن، يلوك دماء فلسطين كأنها شرابٌ مقدّس في طقوسه الشيطانية ويحسب أنّ دم الأطفال مجرد قطرات ماء على زجاج نافذته المعتمة.

حول سام، تتزاحم الألواح الزجاجية المهشمة، وجوهٌ بلا ملامح، يلمع فيها ضوء الخيانة ويعكس كل قبحٍ وجبن. ألواحٌ مكسورة، تتظاهر بالصلابة بينما تكفي لمسةُ ريحٍ لتُسقطها وتُحيلها شظايا تجرح حتى أصحابها. يقفون إلى جانبه بارتجافٍ مقزز، كأنهم حاشيةُ ملكٍ عارٍ إلا من فضيحته.

لكن تحت هذا السقف المنكسر، تقف فلسطين، حجرها، ترابها، جرحها، عزتها. غزة، بجراحها النازفة، ليست ضحيةً بل سيفًا مسلولًا، تُعلّم العالم أن الكرامة لا تُشترى بصفقات ولا تُستعار من الغربان، بل تُنتزع من فم الموت بأقدامٍ حافية وبشباشب ممزقة وبأذرعٍ صغيرة تحمل حجارةً أثقل من جبال الذل.

الشعوب المقهورة تُصغي بصمت، لكنها تُخفي وراء وجوهها الغضب المتراكم. أكثرها مسحوق، جائع، محروم، لكن عروقها تضخُّ نارًا لا تنطفئ. أما المنافقون والمتسلقون فقلة، يعيشون على فتات الموائد المسمومة، وسيسقطون عند أول صرخة صادقة، كما تسقط الحشرات في فخ الضوء.

التاريخ لا يرحم. لقد كتب أسماء مانديلا، جيفارا وسليمان الحلبي في صفحات المجد وكتب أسماء الخونة على هوامش مهترئة لا يقرأها أحد. المقاومة الحافية وحدها، هي التي كسرت آلات الاستعمار وهي التي ستكسر اليوم أعتى آلات الإجرام.

نتنياهو وكيانه القميئ، ذاك الجرذ المحشور في جحره، يصرخ عاليًا، لكن مخالبه لا تنفعه أمام قلوبٍ آمنت أن الحق أثقل من الصاروخ. من حافي القدمين، من صدورٍ عارية، من زقاقٍ تملؤه رائحة البارود، يُولَد النصر.

أما الغراب سام ومعه ألواحه الزجاجية المهشمة، فسيبقى نعيقهم شاهدًا على عارٍ لن يُمحى. التاريخ، القاضي العادل، سيكتب صفحات طويلة عن شجاعة فلسطين وأبطالها وسيكتفي بسطرٍ قصير عن تلك الألواح: كانوا هناك، ثم كُسروا.

فلسطين الانشودة:

يا فلسطين
يا فجرَنا الصامدَا
تُعلِّمينَ المجدَ أن يُولَدَا

بالأرضِ بالحجرِ المشتعلْ
بالطفلِ بالحرفِ إذ يرتجلْ

يا فلسطين يا قبلةَ الأحرارِ
صوتُكِ يهزُّ جدارَ الدمارِ

لو صمتَ الكونُ وظلَّ العمى
تبقينَ أنتِ الضياءَ السما

تسقُطُ غربانُ عارٍ هنا
وتَرفعينَ اللواءَ مُخلَّدَا

شاهد أيضاً

رسالة للرئيس من مالطا تؤكد نيتها الاعتراف بدولة فلسطين

رسالة للرئيس من مالطا تؤكد نيتها الاعتراف بدولة فلسطين

شفا – سلم وكيل وزارة الخارجية المالطية، سفير دولة فلسطين لدى مالطا فادي حنانيا، رسالة …