
الدبلوماسية الفلسطينية في صعود .. وإسرائيل في عزلة دولية ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
لم تعد الساحة الدولية كما كانت قبل سنوات، فالتوازنات تتغير، والمواقف تتبدل، وصوت الضحايا يعلو فوق ضجيج السلاح. اليوم، يمكن القول إن الدبلوماسية الفلسطينية تعيش لحظة صعود متقدمة، فيما تواجه إسرائيل أشد موجات العزلة السياسية والدبلوماسية منذ تأسيسها.
جرائم الحرب تفضح إسرائيل
لقد كشفت المجازر الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية عن الوجه الحقيقي للاحتلال، فلم يعد العالم الغربي قادرًا على تبرير القتل الجماعي واستهداف المدنيين العُزّل. التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، ومواقف المنظمات الحقوقية، وحركات التضامن العالمية، كلها ساهمت في فضح إسرائيل وعزلها، حتى في عقر دارها بين الدول الداعمة لها تاريخيًا.
الدبلوماسية الفلسطينية .. حنكة وصبر
في المقابل، نجحت الدبلوماسية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في توظيف اللحظة السياسية والإنسانية لصالح القضية. فمن خلال التحرك المستمر في الأمم المتحدة، والمحاكم الدولية، والمنظمات الإقليمية، تمكنت فلسطين من تسجيل إنجازات ملموسة، أبرزها:
تعزيز مكانة فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة.
الانضمام إلى العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
مراكمة الدعم القانوني والسياسي لملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
توسيع شبكة العلاقات مع الدول الإفريقية واللاتينية والآسيوية، بما يعزز من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.
عزلة إسرائيل .. لم يعد ممكناً التغطية
تجد إسرائيل نفسها اليوم في مأزق غير مسبوق، إذ تتصاعد الدعوات لمقاطعتها اقتصاديًا وأكاديميًا وثقافيًا، ويزداد الضغط الشعبي على الحكومات الغربية لوقف تزويدها بالسلاح. بل إن بعض البرلمانات الأوروبية بدأت تطرح بقوة مسألة الاعتراف بدولة فلسطين كخطوة حتمية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
عباس .. صوت الحكمة في زمن الدم
ما يميز الدبلوماسية الفلسطينية في هذه المرحلة هو الحنكة السياسية للرئيس محمود عباس، الذي استطاع – برغم التحديات الداخلية والانقسام – أن يحافظ على الخطاب السياسي الفلسطيني في أروقة الأمم المتحدة. خطاب يعتمد على القانون الدولي وحقوق الإنسان، ويجعل من القضية الفلسطينية قضية عدالة وحرية، لا نزاعًا سياسيًا فحسب.
إن صعود الدبلوماسية الفلسطينية ليس مجرد صدفة، بل هو نتاج إصرار سياسي وحنكة قيادية وتعاطف شعبي عالمي مع الضحايا. وفي المقابل، فإن عزلة إسرائيل الدولية تتعمق مع كل مجزرة وكل جريمة، لتؤكد أن الاحتلال مهما طال أمده، فهو إلى زوال، وأن صوت الضحية لا بد أن ينتصر في نهاية المطاف.