شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
أيها الإنسان…. رفقا بالكوكب الجميل ، غزة…. الشاهد الأكبر على ظلمك ، لوحة الفنان محمد الدغليس ، بقلم : د. وليد العريض
من ديوان مقاوم خاص (14)
افتتاحية:
كل ظلمٍ للأرض عرفه التاريخ – من تلويث الهواء والماء والتربة، إلى إبادة الغابات والكائنات، إلى إشعال الحروب والاستبداد والعنصرية – نراه اليوم يتجسّد بصورة أوضح وأبشع في غزّة. هناك تجتمع كل الخطايا في جريمة واحدة: الإبادة الممنهجة لشعب وأرض، أمام أعين العالم.
أيها الإنسان… رفقًا بالكوكب الجميل
غزة… الشاهد الأكبر على ظلمك
أيها الإنسان، لقد لوّثتَ الهواء بالدخان والغازات السامة ولوّثت الماء بالمخلفات والسموم ولوّثت التربة بالمبيدات حتى لم تعد تنبت إلا الموت. غذاؤك صار مسمومًا، طبقة الأوزون مزّقتها، الغابات قلعتها وأحرقتها، الطيور والحيوانات أبَدْتها بصيدك الجائر، المناخ بدّلته حتى صارت الأعاصير والحرائق من صنعك.
ثم انتقلتَ لقتل الإنسان: حروبك ملأت الأرض جثثًا، حصارك جَوَّع شعوبًا، أسلحتك النووية والكيماوية جعلت الكوكب كله ساحة تجارب.
أبدعت في الاستبداد:
سياسيًا بالقمع، عقائديًا بالتكفير، اجتماعيًا بعاداتٍ مريضة، ثقافيًا بطمس العقول. وزدتَها عنصريةً وطائفيةً وتمييزًا عرقيًا حتى صار البشر درجات عندك، كأنهم سلع في سوق نخاسة.
لكن كل هذه الجرائم تجتمع اليوم في غزّة. هناك الهواء نفسه مسموم بالفوسفور الأبيض، الماء ملوث بالدماء، التربة مشبعة بالمتفجرات لا بالقمح والزيتون. البيوت رُدمت على ساكنيها، الأخضر واليابس أُحرق، الجثث تُركت لتتعفن تحت الركام. هناك يُقتل الإنسان لأنه فلسطيني فقط وتُباد مدينة كاملة بقرار متعمد، لا كأثر جانبي.
غزّة اليوم ليست حربًا محلية، بل جريمة كونية. إنها الدليل أن أبشع أنواع تدمير الكوكب ليست تلويث الأنهار أو حرق الغابات، بل الإبادة الجماعية للبشرية. فما قيمة كوكب أخضر إذا سُحقت فيه الإنسانية؟ وما معنى الطبيعة إذا كانت شاهدة على تعفن جثث الأطفال تحت أنقاض بيوتهم؟
أيها الإنسان الظالم… هذه هي مرآتك:
غزّة تحترق لتفضحك. الأرض لا تبكي عليك، بل تبكي منك. فهي ستتعافى بعدك كما تعافت بعد الديناصورات، أما أنت فستُذكر كجلّاد مارس كل أشكال الظلم، من تلويث الهواء والماء… إلى قتل شعب بأكمله.
توقيع غزة صوت الارض:
“أنا غزّة… أنا الكوكب المصلوب.
فيَّ جرّبتَ كل أسلحتك
وفيَّ كشفتَ حقيقتك.
سترحل رمادًا
وأبقى شاهدةً… على جريمتك.”
