
تونس تنتفض لغزة: أهالي جرجيس يرفعون العلم الفلسطيني بين أمواج البحر استعدادًا للانضمام إلى “أسطول الصمود العالمي” ، بقلم : آية مصدق
في مشهدٍ يعيد إحياء روح التضامن مع القضية الفلسطينية، انطلقت يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 من ميناء الصيد البحري بمدينة جرجيس جنوب تونس، خرجَة بحرية رمزية استعدادًا للحدث الأكبر المقرر يوم السابع من نفس الشهر، حيث سيخرج الأسطول المغاربي ويندمج مع الأسطول العالمي الذي انطلق قبل أيام من ميناء برشلونة نحو كسر الحصار عن غزة. ومثَّلت المبادرة نوعًا من التمهيد العملي لهذا الحدث الذي تنتظره تونس على أحر من الجمر، تنديدًا ورفضًا قاطعًا للانتهاكات التي تقع في حق الفلسطينيين في غزة، ووقوفًا أمام حرب الإبادة الوحشية والحصار المفروض على القطاع.
ولم تكن الحركة التضامنية لأهالي جرجيس سوى تأكيدًا على تمسك تونس من شمالها إلى جنوبها بالقضية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ورفضًا لكل أشكال التنكيل به. هذا وقد أكد نشطاء من المدينة مشاركتهم في الأسطول المغاربي الذي جاء كمحاولة ثانية بعد قافلة الصمود من أجل كسر حصار غزة. ومع اقتراب اليوم الموعود، يقف العالم منتظرًا أن ترفع مرساة السفن، والتحام الأسطولين، ورحلته الإنسانية الشجاعة نحو غزة بأكثر من خمسين سفينة وأربع وأربعين دولة، على متنه نشطاء وصحفيون من كل أنحاء العالم، حاملين مساعدات إنسانية ورسالة أمل للشعب الفلسطيني.
وفي خضم هذه الاستعدادات، لا يغيب الهاجس الأمني عن بال المشاركين، الذين يتذكرون جيدًا ما حصل مع سفينة “مادلين” منذ أشهر، إلا أن ذلك لا يثبط عزائمهم في مهمتهم الإنسانية السلمية. وقد نجح الأسطول فعلاً قبل انطلاقه في كسر حصار الصمت والإهمال الدولي، وتثبيت القضية في واجهة الأحداث، وإسقاط كل المزاعم الصهيونية، أمام تكاتف العالم الذي يرفض التخلي عن إنسانيته.
فمن شواطئ جرجيس، ترسل تونس رسالتها إلى أهالي غزة: أنتم لستم وحدكم.