
حِينَ صَارَ التَّارِيخُ يَتِيمًا فَتَبَنَّاهُ مُحَمَّدٌ ﷺ ، بقلم : قمر عبد الرحمن
مُحَمَّدٌ…
هُوَ الْمُفْرَدُ الَّذِي لَا يُجْمَعُ،
الْوَاحِدُ الَّذِي جَعَلَ الْكَثْرَةَ تَنْصَهِرُ فِي كَلِمَةٍ: أُمَّةٌ.
هُوَ السِّرُّ الْمُنْسَكِبُ مِنَ الْغَيْبِ،
الْمِفْتَاحُ الَّذِي فَتَحَ لِلْوُجُودِ أَبْوَابَهُ،
وَالظِّلُّ الَّذِي حَمَلَتْهُ الرَّحْمَةُ عَلَى كَتِفَيْهَا.
لَمْ يَأْتِ لِيُغَيِّرَ الْأَرْضَ فَحَسْبُ،
بَلْ لِيُعَلِّمَ السَّمَاءَ أَنْ تَمِيلَ أَكْثَرَ نَحْوَ التُّرَابِ،
وَلِيَعْرِفَ الْإِنْسَانُ أَنَّهُ أَوْسَعُ مِنْ جَسَدِهِ،
وَأَكْبَرُ مِنْ مَوْتِهِ.
كَانَ الْآخَرُونَ نَوَافِذَ،
يَكْشِفُونَ جَانِبًا مِنَ النُّورِ،
أَمَّا هُوَ… فَكَانَ الْبَابَ،
يَدْخُلُ مِنْهُ الْقَلْبُ كُلُّهُ،
وَيَخْرُجُ مِنْهُ الْعَالَمُ كُلُّهُ.
مُحَمَّدٌ…
هُوَ الْمَعْنَى إِذَا ضَاقَتِ الْمَعَاجِمُ،
هُوَ الْبِدَايَةُ الَّتِي لَا يَلْحَقُهَا انْتِهَاءٌ،
هُوَ الْإِنْسَانُ حِينَ صَارَ مِرْآةً لِلرَّحْمَةِ الْإِلَهِيَّةِ.
قمر عبد الرحمن