
عرس الغالي جورج عودة برو أول حفيد لخالي الكبير جورج ، بقلم : رانية مرجية
في لحظة كهذه، يتوقف الزمن قليلًا ليمنحنا فسحة من الفرح النقي. عرس أول حفيد لخالي الكبير جورج لم يكن مجرد مناسبة عائلية عابرة، بل كان حدثًا يشبه نهرًا صغيرًا يجري في قلوبنا جميعًا، يروي الذاكرة والدمعة والضحكة، ويجمع الماضي بالحاضر تحت سقف واحد.
ذاكرة تمتد عبر الأجيال
خالي جورج، الذي حمل على كتفيه ذاكرة العائلة بكل ما فيها من تعب وفرح، يقف اليوم شامخًا، يراقب بعينين يلمع فيهما الأمل وهو يرى حفيده يدخل القفص الذهبي. في تلك اللحظة لم يكن مجرد جد، بل كان تاريخًا كاملاً يبتسم، رجلًا يرى ثمرة سنوات العمر وقد أينعت لتزهر حياة جديدة.
بين الماضي والحاضر
لم يكن الفرح فرديًا، بل كان جماعيًا، كأن كل واحد منا عرسه اليوم. الزغاريد اخترقت صمت القلوب المليئة بالشوق، والأغاني الشعبية أعادتنا إلى زمن الأجداد، حين كانت الأعراس لوحة من العفوية والدفء. النساء يحملن بأصواتهن رائحة البيوت القديمة، والرجال يصفقون كما لو أنهم يصفّون على جدار الزمن ليمنعوه من المرور سريعًا.
ماري… قلب البيت وسند العائلة
وإلى جانب خالي الكبير، لا يمكن أن يكتمل المشهد دون ماري، زوجته ورفيقة دربه. تلك المرأة التي لم تكن مجرد زوجة، بل عمود البيت وقلب العائلة النابض. ماري هي اليد التي رتّبت الفوضى في لحظات الانكسار، وهي الحضن الذي جمع الكبار والصغار تحت جناحيه.
كانت دائمًا السند الصامت الذي يمنح قوّة بلا ادّعاء، والحنان الذي يصلح شقوق الروح دون أن يطلب شكرًا. في عرس الحفيد الأول، لمع في عينيها بريقٌ خاص، بريق امرأة ترى تعب السنين يتحول إلى فرح، وتضحياتها تُترجم إلى استمرارية وازدهار.
ماري لم تكن سندًا لخالي جورج وحده، بل سندًا لكل العائلة. في بيتها يجد الجميع مكانًا، وعلى مائدتها يتساوى الكبار والصغار، وحولها نشعر جميعًا أن العائلة ليست مجرد روابط دم، بل رابطة روح، هي التي صانت الألفة وحفظت اسم العائلة من التشظي.
رمزية البداية
عرس أول حفيد ليس مجرد احتفال، بل إعلان رسمي عن استمرارية العائلة. هو بشارة بأن الجذور التي زرعها جورج وماري ستبقى ضاربة في الأرض، وأن الشجرة ما زالت تنبت أغصانًا جديدة، تحمل ظلًا وثمارًا، وتحفظ اسم العائلة من النسيان.
ما بين القلب والذاكرة
وأنا أراقب خالي الكبير، لمحت في عينيه دمعة خبأها وراء ابتسامة عريضة. دمعة تليق بجد عاش ليشهد هذا اليوم، دمعة انتصار للحب والحياة، دمعة تقول: “ها أنا أسلم المشعل، وأطمئن على من سيكمل المسيرة”. وعلى كتف جورج، كانت يد ماري، ثابتة، تؤكد أن المسيرة لم تكن ممكنة لولاهما معًا.
إنه ليس مجرد عرس، بل صفحة جديدة تُكتب في كتاب العائلة، كتاب يبدأ من جورج وماري، ولا ينتهي عند هذا الحفيد، بل يمتد ليحملنا جميعًا نحو غدٍ نرجوه أجمل وأبهى.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .