
البرغماتية هي الحل وحان وقت أفول الأيديولوجيا ، بقلم : علاء عاشور
عندما تتحكم الأيديولوجيات، سواء كانت دينية أو قومية عنصرية، في سياسات الدولة، فإن مصير تلك الدولة يكون الانهيار. التاريخ يزخر بأمثلة على أن الأنظمة التي أُسست على أيديولوجيات صارمة، مهما بدت متينة، سرعان ما انهارت تحت وطأة الواقع والمصالح الإنسانية المتغيرة. لقد ولى زمن الأيديولوجيا المطلقة، وحان زمن الواقعية البراغماتية التي توازن بين المبادئ والضرورات.
إن المستقبل يتطلب فصل الدين عن الدولة، وتأسيس دولة مدنية قائمة على قيم فوقية تحمي الإنسان والطبيعة، وتتناغم مع الفطرة البشرية والقانون الطبيعي. الدولة بهذا المعنى ليست مجرد جهاز إداري، بل فضاء يحترم كرامة الإنسان، ويضمن حرياته، ويضع مصالح المجتمع فوق أي اعتبارات أيديولوجية ضيقة.
الطبيعة والإنسان هما مركز الكون، وهما وحدة واحدة تتجلى فيها روح الله في أسمى صورها. إدراك هذا الاتحاد يعيد للسياسة بعدها الإنساني، ويجعل من الدولة أداة لصون الحياة والحرية، لا أداة لتسخير البشر لأيديولوجيات مغلقة.
إن بناء الدولة المدنية ليس خيارًا بل ضرورة، لأنه السبيل الوحيد لاستقرار المجتمعات واستمرارها، في عالم يتغير بسرعة، ويحتاج إلى حكمة وواقعية أكثر من أي وقت مضى.