
وادي الشاعر… سلفيت ، لوحة الفنان محمد الدغليس ، بقلم : د. وليد العريض
أيا وادي الشـاعر الغضِّ الهَويــمِ
ونبعَ الصَّبَا ومَغاني النَّســيــمِ
شربناكَ حُبّاً وكنّا هواكَ
فأحييتَ فينا صهيلَ الكليمِ
سقتنا العيونُ صفاءَ البهــا
فيا ليتَ قلبي غدا كالجُسيمِ
هنا عينُ شاعر تسيلُ نشيداً
كأنفاسِ عودٍ يذوبُ الرنيمِ
وهذا بِئرُ العبد يسقي عطاشى
ويُحيي الحقولَ بنبعٍ كريمِ
وفي عينِ باطن سرٌّ دفينٌ
يُحاكي الخلودَ بدربِ الحُطيمِ
توشَّحتِ زيتونةٌ بالمفاخر
وألقيتِ ظلّاً على كلِّ حُلمِ
يُصافحُ حجرُ الجدارِ كُرُوماً
وتزهو المَدامُ بحُسنِ الكُرومِ
هنا سنبلةٌ من طِرازِ الجِنانِ
تُقبِّلُ أرضاً وتُحيي الغُيومِ
وكم شدَتِ الطيرُ بينَ الغصونِ
تُباركُ فجراً بوجهٍ وسيمِ
وكم همسَ العاشقونَ طِراباً
وأودعوا الوادي سرَّ الغريمِ
وفي حضنِكِ استوطنَ الفلّاحُ
يُغنّي الكفاحَ بصوتٍ عظيمِ
إذا مَرَّ غاصبُ أرضٍ غريبٌ
تكسَّرَ مَهماجُهُ بالرجيمِ
سَلْفِيتُ يا جَنَّةً في فؤادي
ومَأْنَسَ روحي بنبضٍ عميمِ
حَمَلتِ عبيرَ القُرى كالشموعِ
وأوقدتِ حلمًا بليلٍ بهيمِ
فلا النهرُ يَظمأُ لا السهلُ يُمحى
ولا تنحني سنبُلاتُ الكَريمِ
فأنتِ القصيدةُ بينَ الضلوعِ
وأنتِ الحكايةُ صُبحًا عظيمِ