
رفاهية الصمود : رحلة المعلم الفلسطيني بين الفكر والوجود ، بقلم : ثروت ريد الكيلاني
المعلم الفلسطيني ليس إنساناً فقط،
بل كيانٌ كونيّ ينسج من الوعي والشجاعة نسيج الكون.ي مشي بين النجوم والأرض، يحمل على كتفيه أجيالاً من الأسئلة قبل الأجوبة،
ويزرع في العقول بذور الحرية والمعرفة كما يزرع النهر الضوء في الصحراء.
كل كلمة منه شعاع، وكل كتاب بين يديه بوابة إلى اللانهائي، كل صمت يهمس بالحقيقة، وكل ابتسامة طفل تضيء ظلال الاحتلال، وفي قلبه رفاهية روحية تتجاوز الألم والظلم، ترفرف فوق الخراب، وتتحرك مع نسيم التفكير الحر.
هو صانع الفضاء الذي تتجول فيه العقول، يحوّل القهر إلى فلسفة، والظلم إلى شعاع، ويجعل من الفصل المختصر مختبراً كونياً، ومن كل درسٍ طقسًا للروح، ومن كل سؤالٍ جسراً إلى الوعي، ويزرع في كل نفس صغيرة بذرة صمود لا تموت.
المعلم الفلسطيني صمودٌ يتجاوز الأرض، وعيٌ يمتد عبر الأجيال، وفكرٌ يعلو فوق الاحتلال، ورفاهيةُ وجوده تتجلى في القدرة على التساؤل بلا حدود، وفي إشراق العقل على الظلام، وفي حضور الروح على العدم، كل حركة منه مقاومة، وكل كلمة إعلان استقلال للوجود، فهو ليس مجرد معلم، بل إله صغير للمعرفة، وفلسفة متحركة، ونجم صامد في سماء الإنسانية.
في حضوره يصبح الفصل غرفةً للكون، والكتاب مفتاحاً إلى اللانهائي،
والسؤال جسراً بين الواقع والخيال،
ويرسم بصموده خريطة المستقبل،
حيث الحرية ليست حلماً، بل وجود حي، ورفاهية كونية، وفلسفة للحياة نفسها، ويظل المعلم الفلسطيني في كل فكر، وكل نفس، وكل ضوء، رمزاً خالداً للصمود والفكر الحر والمعرفة الأبدية
متى تتوج الجدران صموده، وتُنقش الكتب قدره، ويُنصف الزمن المعلم الذي حمل الوطن في قلبه والفكر في يديه؟