12:15 صباحًا / 16 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

بن غفير أمام القائد مروان : دليل على رعب الاحتلال من إرادة لا تُكسر ، بقلم : د. ربحي دولة

بن غفير أمام القائد مروان : دليل على رعب الاحتلال من إرادة لا تُكسر ، بقلم : د. ربحي دولة


في مشهدٍ يعكس هشاشة الاحتلال رغم ما يمتلكه من سلاح وجنود، اقتحم الوزير الإسرائيلي المتطرف “إيتمار بن غفير” زنزانة القائد الأسير مروان البرغوثي، في محاولة استعراضية بائسة لبث الخوف وكسب نقاط سياسية أمام جمهوره المتطرف. لكن المفارقة الكبرى كانت في أن دخوله لم يكن مشهدًا من مشاهد القوة، بل دليلًا على رعب الاحتلال من إرادة لا تُكسر، وصلابة قائد لا يلين.


مروان البرغوثي، أحد أبرز رموز الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، يُعتبر اليوم رمزًا وطنيًا واسع القبول بين مختلف التيارات الفلسطينية. اعتقلته قوات الاحتلال في عام 2002، بعد مطاردة طويلة، وحكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات، في محاكمة صورية تفتقد لأدنى مقومات العدالة


لكن السجن لم يكسر البرغوثي، بل زاده صلابة ونضجًا سياسيًا. ففي زنزانته، واصل دوره كقائد، محرّكًا الرأي العام، ومشاركًا في وثائق المصالحة الوطنية، وآخرها “وثيقة الأسرى” التي دعت إلى وحدة الصف الفلسطيني، ورسخت مكانته كأحد الأصوات القادرة على إعادة توجيه البوصلة نحو المشروع الوطني الحقيقي


رغم وجوده في الزنزانة منذ أكثر من عشرين عامًا، لم يغب مروان عن المشهد الفلسطيني، بل بقي حاضرًا بثقله ورمزيته. يُعرف بثقافته العالية، وفكره الوحدوي، وقدرته على جذب احترام الفلسطينيين حتى من خارج صفوف حركة فتح. يعتبره كثيرون مانديلا فلسطين، بفضل مواقفه المبدئية، وتمسكه بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال

في المقابل، يقف بن غفير، أحد رموز الفاشية الصهيونية المعاصرة، بصفته وزير الأمن القومي للاحتلال. تاريخه حافل بالتحريض والعنصرية، ومواقفه مليئة بالكراهية والتهديد، ليس فقط ضد الفلسطينيين، بل حتى ضد اليهود الذين لا يشاركونه التطرف ذاته.


بن غفير، الذي يتبجح بقمع الأسرى وتشديد ظروف اعتقالهم، لم يأتِ لزنزانة البرغوثي إلا محتميًا بكاميرات الإعلام وعشرات الجنود. كان يعلم جيدًا أن الكاميرا لن توثق جبنه، لكنه لم يعلم أن صورتَه ستُهزم أمام صورة البرغوثي، الصامت الثابت، الذي لم يخفض نظره للحظة، ولم يتزحزح عن مبادئه
شهد الذي كشف الحقيقة صور لقاء “السجان والسجين” انتشرت بسرعة على وسائل التواصل، لكنها حملت رسالة معاكسة لما أراده الاحتلال:
صورة بن غفير المتبجّح كشفت خوفه الحقيقي من تأثير هذا القائد الأسير.
و صورة مروان الساكن الصامد كانت درسًا جديدًا في معاني العزة والثبات.
هذا المشهد أثبت مرة أخرى أن “آلة الحرب الإسرائيلية” التي تدّعي السيطرة، عاجزة عن كسر الإرادة الفلسطينية، وأن الاحتلال وإن امتلك القوة العسكرية، فإنه لا يملك الشرعية، ولا الهيبة أمام قامة كالبرغوثي.
ربما أراد بن غفير “كسر هيبة” مروان البرغوثي، لكنه خرج من الزنزانة خائفًا من هيبة رجل لا يملك إلا إيمانه، وعدالة قضيته، وصمود لا يُقهر.


وبينما يحاول الاحتلال فرض سطوته على الأجساد، تظل العقول والقلوب والأرواح عصيّة على الانكسار.


لقد لخصت صورة واحدة كل التناقضات: سجان مدجج بالسلاح في حضرة سجين مجرد من كل شيء إلا من إيمانه المطلق بفلسطين وبالحرية. صورة ستبقى شاهدًا على أن “الحق لا يُسجن”، وأن الاحتلال إلى زوال، وأن النصر حتمي لمن آمن بقضيته، وثبت في وجه الطغيان وسار في طريق التحرير حتى النصر والدوله المستقله وعاصمتها القدس رغم انف بن غفير وكل زمرته

شاهد أيضاً

وزراء خارجية الصين ولاوس وميانمار وتايلاند يعقدون اجتماعا غير رسمي

شفا – عقد وزراء خارجية الصين ولاوس وميانمار وتايلاند اجتماعا غير رسمي في مدينة آننينغ …