5:39 مساءً / 15 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

تهديد بن غفير للقائد مروان البرغوثي داخل زنزانته: قمة الفاشية والعنصرية ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

تهديد بن غفير للقائد مروان البرغوثي داخل زنزانته: قمة الفاشية والعنصرية ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

في مشهد يعكس أعلى درجات الانحدار الأخلاقي والسياسي في سلوك الاحتلال الإسرائيلي، أقدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير على زيارة زنزانة الأسير القائد مروان البرغوثي، وأطلق خلالها تهديدات مباشرة بحقه، في مشهد يُظهر تحولًا خطيرًا في طبيعة استهداف الأسرى الفلسطينيين، وتحديدًا الرموز الوطنية منهم.

لم تكن الزيارة عفوية ولا إنسانية، بل كانت استعراضية واستفزازية بامتياز، تهدف إلى كسر رمزية البرغوثي، وتقديم رسالة موجهة لبقية الأسرى مفادها أن الاحتلال مستعد لاستخدام كل أدوات القمع والإذلال حتى داخل الزنازين.

القائد مروان البرغوثي: رمزية وطنية لا تُهدد

منذ اعتقاله في 2002، لم يتوقف مروان البرغوثي عن لعب دور قيادي داخل السجن وخارجه، وتحول إلى أحد أبرز رموز الوحدة الفلسطينية والمقاومة الثابتة. تعرض للعزل الانفرادي والتنكيل والملاحقة النفسية المستمرة، لكن عزيمته لم تنكسر، بل ازدادت صلابة.

زيارة بن غفير لم تكن فقط استعراضًا للقوة، بل كانت اعترافًا ضمنيًا بفشل الاحتلال في عزله سياسيًا، ومحاولة بائسة لإضعاف معنوياته. لكن التاريخ أثبت أن القادة الذين يصنعهم الألم لا تكسِرهم التهديدات، ومروان البرغوثي اليوم أقوى من أي وقت مضى.

أبعاد قانونية: انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف

زيارة مسؤول حكومي إسرائيلي لزنزانة أسير سياسي وإطلاق تهديدات مباشرة بحقه تشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني.

اتفاقيات جنيف، لا سيما الاتفاقية الرابعة، تحظر أي شكل من أشكال التهديد أو المعاملة المهينة للأسرى.

المادة (13) من الاتفاقية ذاتها تنص على أن الأسرى “يجب أن يعاملوا معاملة إنسانية في جميع الأوقات”، ويُحظر تعريضهم “لأي عمل من أعمال العنف أو التهديد أو الإهانة”.

ما فعله بن غفير يرقى إلى تحريض رسمي على العنف بحق أسير محمي بموجب القانون الدولي، وهو ما قد يُعد جريمة تستوجب الملاحقة القانونية في المحافل الدولية.

أبعاد إنسانية: القمع المباشر داخل الزنازين

الحديث هنا ليس عن تصريح إعلامي صادر من بعيد، بل عن وزير يدخل زنزانة أسير مكبل، ويهدده وجهًا لوجه، في بيئة مغلقة لا تتيح للأسير حتى الحق في الدفاع عن نفسه.


إنه قمع مباشر، نفسي ومعنوي، أمام كاميرات الاحتلال، محاولة واضحة لتصوير الأسرى الفلسطينيين كـ”رهائن” بيد السلطة الأمنية، لا كأشخاص يملكون حقوقًا يكفلها القانون الدولي.

إن هذا التصرف لا يعبّر فقط عن انهيار في منظومة الأخلاق الإسرائيلية، بل يُظهر كيف تتحول الزنازين إلى أدوات دعاية لليمين المتطرف في إسرائيل.

رسالة إلى الاحتلال: مروان لا يُهدد

بن غفير، الذي يمثل التيار الأكثر تطرفًا وعلنية في عنصريته، أراد من زيارته إرسال رسالة قوة، لكنه أرسل رسالة ضعف. فحين يخشى الاحتلال من رجل داخل زنزانة منذ أكثر من عشرين عامًا، ويضطر وزير أمنه لزيارته بنفسه لتهديده، فهذا يعكس حجم التأثير الذي ما زال يحمله القائد البرغوثي داخل وخارج السجون.

مروان البرغوثي، كما وصفه أبناء شعبه، “جبل لا تهزه الرياح”، وإن كانت هذه الرياح اليوم تحمل رائحة الفاشية.

ختامًا: صمود في وجه الفاشية

ما جرى في زنزانة مروان البرغوثي ليس مجرد حادث عابر، بل دليل دامغ على أن الاحتلال يعيش أزمة حقيقية أمام ثبات الحركة الأسيرة. لقد فضحت هذه الزيارة الوجه الحقيقي للحكومة الإسرائيلية التي لا تتوانى عن تجاوز كل الأعراف والقوانين، فقط لإرضاخ شعب يناضل من أجل حريته.

لكن رسالة الشعب الفلسطيني، ورسالة مروان البرغوثي، كانت وستظل: “نحن أصحاب الأرض، وأصحاب الكلمة الأخيرة”.

شاهد أيضاً

قائد قوات الأمن الوطني يُجري جولة تفقدية للاطلاع على الاوضاع في مخيم برج البراجنة بلبنان

قائد قوات الأمن الوطني اللواء العبد ابراهيم خليل يُجري جولة تفقدية للاطلاع على الاوضاع بمخيم برج البراجنة في لبنان

شفا – قام قائد قوات الأمن الوطني في الوطن والشتات سيادة اللواء بحري العبد ابراهيم …