10:07 مساءً / 14 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

فرحة غزة بكاسة شاي وساندويش جبنة ، بقلم : منى سامي موسى

فرحة غزة بكاسة شاي وساندويش جبنة ، بقلم : منى سامي موسى

خمس شهور مرّت على أهل غزة، والسوق شبه فاضي من أبسط الحاجات. لا سكر، ولا جبنة، ولا أي صنف من اللي كنا نعتبره عادي قبل. الحياة صارت تمشي على المتوفر، حتى لو كان قليل، وحتى لو ما بشبع. الفطور أغلب الأيام رغيف صغير مع دقة، وأحيانًا حتى الرغيف ما بيكمل، نص رغيف أو ربع، وكل شي محسوب بالحساب.


بس يومها… كان في خبر غير شكل. نزل السكر بالسوق، ونزلت الجبنة العادية “فيتا”. بالنسبة للعالم برا، يمكن هاي قصة عادية، بس بالنسبة للغزيين كانت وكأنها مناسبة فرح. أول ما وصل السكر والجبنة، الكل بلش يحضر كاسات الشاي، والساندويشات انعملت بسرعة، وكأنها وليمة.


أبو محمد، وهو بيحضر كاسة الشاي، بيقول: “يا جماعة، خمس شهور وأنا بفطر نص رغيف دقة بدون زيت، وقلبي بيحلم بكاسة شاي. اليوم شربت شاي وأكلت جبنة، حسيت روحي رجعت لي”.


حتى الصغار حسّوا بالفرق. سامي، وهو بياكل ساندويش، بيقول: “زمان الفطور كان فول وحمص وفلافل وجبنة ومربى. اليوم صار بس دقة، وأحيانًا رغيف ما بكمل. اليوم أكلت جبنة وشربت شاي، حسيت الدنيا حلوة”.


كانت لحظة صغيرة، بس مليانة مشاعر. ضحك على الوجوه، ورائحة الشاي مع الجبنة في الخيم والمراكز، وكأنها هدية بعد غياب طويل. الكل بيحمد الله، وبيدعي إن الأسعار تنزل أكتر، وإن السوق يرجع مليان خيارات زي زمان.


غزة بتعرف تفرح بالقليل… وبتعرف تصنع أمل حتى من أبسط وجبة. كاسة شاي وساندويش جبنة… يمكن شكلها بسيط، لكنها اليوم كانت أكبر من أي وليمة.

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يتسلم التقرير السنوي لهيئة التقاعد الفلسطينية لعام 2024

الرئيس محمود عباس يتسلم التقرير السنوي لهيئة التقاعد الفلسطينية لعام 2024

شفا – تسلم رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بمقر الرئاسة في رام الله، اليوم الخميس، …