10:31 صباحًا / 3 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

احتلال غزة … ورقة ضغط أم تمهيد لتسوية ؟ بقلم : علاء عاشور

احتلال غزة… ورقة ضغط أم تمهيد لتسوية؟ بقلم : علاء عاشور

تعيش الساحة الفلسطينية في هذه الأيام على وقع تطورات ميدانية وسياسية متسارعة، بعد أنباء عن عودة المفاوضات غير المباشرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وسط تصعيد عسكري يتمثل في استمرار العمليات الإسرائيلية والتهديد بإحتلال كامل مدينة غزة. هذا التحرك الميداني يطرح تساؤلات حول أهدافه الحقيقية: هل هو مجرد ورقة ضغط على حركة حماس لدفعها إلى تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات، أم خطوة في اتجاه فرض واقع أمني وسياسي جديد في القطاع؟

يبدو أن عقدة أي اتفاق محتمل تكمن في ملف نزع سلاح حماس، وهو المطلب الذي تضعه إسرائيل على رأس أولوياتها منذ سنوات، وتعتبره شرطاً أساسياً لأي تهدئة طويلة المدى. في المقابل، ترى حماس أن سلاحها هو الضمانة الوحيدة لحماية القطاع، وأن التنازل عنه يعني فقدان القدرة على الردع، وهو ما يجعل هذا الملف الأكثر حساسية وصعوبة في أي مسار تفاوضي ولكن على حماس أن تدرك هذا السلاح أصبح عبئا على أهل غزة فلا يوجد تكافؤ وهناك إختلال كبير في حجم التأثير والقوة لهذا السلاح مقارنة بالآلة العسكرية الضخمة والهائلة التي يمتلكها الإحتلال الصهيوني .

لكن، في ظل حالة الاستنزاف التي يعيشها القطاع بعد شهور طويلة من الحرب، ومع الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية والاقتصاد المحلي، فإن أصواتاً بدأت ترتفع داخل الأوساط السياسية العربية والدولية تدعو إلى البحث عن صيغة وسطية، قد تتمثل في نشر قوة عربية في غزة تتولى مهام حفظ الأمن والإشراف على إعادة الإعمار، بما يضمن الحد من قدرات الفصائل العسكرية دون الدخول في مواجهة مباشرة معها.

في هذا الإطار، تبدو القاهرة الطرف الأكثر قدرة على لعب دور محوري في هذه المعادلة، بحكم موقعها الجغرافي وصلاتها التاريخية بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى ما تملكه من أدوات تأثير على مختلف الأطراف. فمصر، التي رعت معظم جولات التهدئة السابقة، يمكن أن تقود مبادرة عربية شاملة تضمن مصالح جميع الأطراف، وتفتح الطريق أمام إعادة إعمار القطاع، وفي الوقت ذاته تحفظ الأمن الإسرائيلي على الحدود.

ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر: هل تمتلك الأطراف المعنية الإرادة السياسية لتقديم تنازلات مؤلمة من أجل إنهاء هذه الدوامة؟ إن أي اتفاق دائم لن يولد من رحم المعارك وحدها، بل من خلال موازنة دقيقة بين الأمن والسيادة، وبين الواقع الميداني والحقوق الوطنية. وإذا ما قُدّر لهذا السيناريو أن يتحقق، فقد يشكل بداية مسار جديد لغزة، ينتشلها من قبضة الحرب إلى أفق سلام هش، لكنه قابل للبناء عليه.

شاهد أيضاً

حالة الطقس في فلسطين

حالة الطقس في فلسطين

شفا – توقعت الأرصاد الجوية، أن يكون الجو اليوم الأربعاء، غائما جزئيا إلى صاف ولا …