5:22 مساءً / 8 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

النقد… نافذة تطلُّ على روحي ، بقلم : رانية مرجية

النقد… نافذة تطلُّ على روحي ، بقلم : رانية مرجية

لم أدخل عالم النقد من بابه العالي، ولا رغبت يومًا بأن أكون فيه “ناقدة”.
دخلته كما تدخل امرأة عاشقة مكتبةً قديمة: بلهفة، بخجل، برغبة في الاكتشاف.
لم أحمل سيف اللغة لأقطع، بل وردة الكلمة لأقترب.

أنا كاتبة قصة، حين تملي الحياة عليّ مشاهدها العارية.
وشاعرة، حين يستفزني الوجع ويوقظني الحب.
وصاحبة مقال، حين تصرخ داخلي الأسئلة فلا تسكت إلا بالكتابة.
أما النقد؟ فكان تجربة جديدة، أشبه بمرآة طيّبة لا تُكشّر، بل تعكس.

ما زلت أؤمن أن هناك من يكتب أفضل مني، وأعمق، وأقدر على تفكيك النصوص وتحليلها.
ولم أشعر بالخجل من ذلك، بل بالامتنان.
الكتابة الحقيقية تبدأ حين نكفّ عن الادّعاء، ونلبس ثوب التواضع، لا المجاملة.

أنا لا أقرأ النص لأقيمه، بل لأعيشه.


أقرأه كما أقرأ وجهي حين أكون مرهقة: بتأمل، بحنان، وربما بدمعة.
حين أكتب ما يشبه قراءة نقدية، أكتبه كنصٍ ثانٍ، لا كتقرير جامد، بل كرفيق للنص، لا كمحكمة عليه.

النقد، في عرفي، ليس تجريدًا أو علواً فوق النص، بل انحناء له.


إنه دعوة لقراءة الحياة في اللغة، واللغة في التجربة، والتجربة في الإنسان.
وحين أمارسه، فبصفتي متذوّقة للأدب الجميل، لا ناقدة محترفة.

أنا أؤمن أن النصوص تنقدنا أكثر مما ننقدها.


تختبر صدقنا، وتنزع عنا أقنعتنا، وتتركنا أمام الحقيقة عراة:
هل قرأنا بروحنا؟ هل سمعنا صوت الكاتب من بين السطور؟
هل رأينا أنفسنا فيه؟

كل ما أفعله حين أكتب عن نص أدبي، هو أن أمدّ يدي برفق.
ربما لأصافحه.
وربما لأواسيه.
وربما، ببساطة، لأشكره لأنه أيقظني.

أنا رانية مرجية.


كاتبة لا تؤمن بالتصنيفات الصارمة.
أحب القصة كما أحب العتمة التي تسبق الضوء.
أعشق الشعر كما أعشق صمتي حين يصبح الكلام فائضًا.
وأكتب النقد… حين تطرقني النصوص وتطلب مني أن أكتب عنها، لا عنها فقط، بل عني أيضًا

  • – رانية مرجية – كاتبة قصة وشعر ومقال

شاهد أيضاً

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون

الخارجية الصينية : الصين تدعو لوقف إطلاق النار فوراً ، وقطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية

شفا – قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون ، أن الصين تُعرب …