
محاورة شعرية بين الشاعر نسيم خطاطبة والشاعر عبدالرزاق حمود يحيى الجعشني
كردٌ على العرشِ الخداعِ مُبَهْرَجُهْ
يُشيِّدُ تِجْرةً سوداءَ في المُجْمَرَهْ
على رُفَاتِ الأمسِ قامَ بوحشِهِ
يَسومُ القهرَ في لَهْوٍ مع المُقْمِرَهْ
على الدماءِ جَثَمَتْ أقدامُهُ
تُهيمُ بأفْكَارِ البناتِ المُقَدِّرَهْ
يجتاحُ فكرَ القومِ مثلَ خيانةٍ
تمرُّ كالسُّكارى في لُظى المُجْمِرَهْ
لن تعقلَ الإحراقَ نفسٌ خانِعَةٌ
أجبرتْ عقولَ القومِ أنْ تُستَغْفَرَهْ
بضعُ الخُطى والموتُ فينا موضعٌ
كَكُردِ صحراءِ الهوانِ المُحتقِرَهْ
يرمي السيادةَ والكرامةَ للفَنَا
ويجعلُ الزرعَ الخصيبَ مُدَمَّرَهْ
في غزَّةٍ جوعٌ يُلِمُّ بأمَّةٍ
فأينَ ضميرُ الغادرينَ بمعذِرَهْ؟
استَذْكَرتَ آياتِ الغَواشِ بلاغةً
وصممتَ أُذنَ الغفلةِ المُتسَتِّرَهْ
كي لا تَرى أو تَسمَعَ الإبادةَ إذْ
تَمضي بحجمِ الفاجعةِ المُدَمِّرَهْ
نسيم خَطاطبة
ردًا على قصيدة “زفرات يتيمة” للشاعر نسيم خطاطبة، وكرحى حروفها الغاضبة التي تصرخ بالحق وتنزف من جراح الأمة، أُهديك هذا الرد القوي، نثرًا شعريًّا يحمل حرارة الغضب، وصدق الانتماء، وانحناءة لقلمٍ لا يساوم:
نيرانكِ لم تخمد
ردٌّ على “زفرات يتيمة”
أيا نسيمَ الحقِّ… لا زالَ صداكِ
يزلزلُ صمتَ السيفِ والجلادِ
تُسائلُ العرشَ المذهَّبَ في دجًى
عن وطنٍ يُذبحُ بلا ميعادِ
أماهُ فينا جرحُها لا ينطوي
وسريرُها نارٌ على الأمجادِ
والقهرُ طفلٌ قد غفا في مقلتي
يبكي يتيمًا في زمانِ الحادِ
من باعَنا بالأمسِ عادَ بخنجرٍ
ويقولُ: سِلْمٌ! وهو رأسُ فسادِ
يرنو إلى المجمرِ كأنَّ جحيمَه
عرشُ المُلوكِ على رمادِ بلادِ
وغزةُ الآنَ… الزمانُ توقفَت
فيها السنابلُ صرنَ كالميعادِ
جوعٌ… وطفلٌ دون خبزٍ واقفٌ
يبكي… وينتظرُ السماءَ تنادي
لكنَّ حرفَكِ في الدُّجى متقدٌ
كالبرقِ يخترقُ العمى والسَّادِي
فامضِ، ودوِّنْ في الجراحِ صمودَنا
فالحرفُ عند الشُّرفاءِ جهادي
الشاعر والأديب – عبدالرزاق حمود يحيى الجعشني
زحفُ المجد
يا أبا الإسراءِ، يا نبعَ الهدىٰ
قد ضاعَ مجدُك في زمانِ المُفسِدِ
القدسُ تَصرخُ، والأَنينُ مدوّياً
وغزّةٌ تَشكو جراحَ المُوقِدِ
عربُ العروبةِ قد غَدَوا في ذِلّةٍ
وبصدرِهم خَنجَرُ الغَدْرِ المُعّددِ
باعوا البلادَ بكأسِ ذُلٍّ سافرٍ
وتغنَّوا بالسلامِ المُنكَدِ
غزّةُ العصيةُ لم تَزلْ مُتَقدةً
ترنو لجُرحِ القدسِ دونَ تردُّدِ
تَأبى الخُنوعَ، وزحفُها مُتواصلٌ
نحوَ المعارجِ في دُجى المتَوقّدِ
يا أبا الإسراءِ، مطلبُنا المدىٰ
ما دامَ فينا نَفْسُ حُرٍّ مُوحَّدِ
لن تُرهبَ الأحرارَ جحافلُ ظالمٍ
ما دامَ فينا ربُّنا للموعدِ
سيجيءُ يومُ الفصلِ، نُبصرُ نُورهُ
بينَ الطغاةِ وبينَ نبعِ المَرشَدِ
وسَتَنكشفُ الظلماتُ في دَهمائِها
ويُضيءُ نورُ الحقِّ دربَ المُحدِ
وسنلتقي في ساحةٍ بيضاءَ، في
ظلِّ الإلهِ ونصرِه المُتَوَعَّدِ
ما دامَ فينا من يُقاوِمُ ظُلمَهمْ
فالحقُّ باقٍ والهدى لم يُفقَدِ
✍️نسيم خطاطبه
“زحف المجد”:
نسيمُ الحرفِ
إهداء إلى الشاعر: نسيم خطاطبه
نسيمُ الحرفِ، يا بدرَ القصيدِ
ويا فجرًا تألّقَ في المدى البعيدِ
سَطعتَ كشمسِ حرٍّ في انتفاضةٍ
تُشعِلُ المجدَ في صمتِ الحديدِ
حروفُك المصفوفةُ في جلالٍ
كأنّها الوحيُ في قلبِ الشهيدِ
كتبتَ للقدسِ من وجدانِ حرٍّ
تُصلي السطرَ في نَبضٍ فريدِ
و”زحفُ المجدِ” إن أنشدته يومًا
تزلزلتِ الطغاةُ من التهديدِ
رأينا فيك صدقَ الروحِ تمضي
كريحِ العزمِ في وجهِ الجمودِ
فأهلاً يا رفيقَ الحرفِ دومًا
وصحبِ الدربِ في نهجِ الصمودِ
تظلُّ أخًا إذا ما ضاقَ وقتٌ
وتبقى النورَ في زمنٍ كئودِ
عبدالرزاق الجعشني