
قراءة في مقال “الدراسات الاجتماعية.. مفتاح الوعي الثقافي ؟ للدكتورة سارة محمد الشماس” ، بقلم : د. وليد العريض
في زمن تتكاثر فيه الأسئلة حول الهوية، وتتراجع فيه المناهج عن أداء دورها التنويري، جاءت كلمة الدكتورة سارة محمد الشماس كضوءٍ ناعمٍ يتسلل إلى عتمة النسيان التربوي، لتقول: لا يمكن لتعليمٍ أن ينجو دون روح ولا لثقافةٍ أن تُورق إن قُطعت جذورها الاجتماعية.
نصها ليس مقالة عابرة، بل هو نداء صادق في مهب الغفلة، يعيد الاعتبار للدراسات الاجتماعية بوصفها البوصلة التي تهدي العقول لفهم الذات وتقرأ الآخر لا كتهديد، بل كمساحةٍ للحوار.
بحسٍ تربوي عميق وأسلوب لغوي مشرق، نسجت الدكتورة سارة رؤيتها التي لا تفصل بين الثقافة والتعليم، بل ترى في اتحادهما ميثاقًا جديدًا لتنشئة الإنسان العربي: الواعي، المنتمي والمبادر.
. اولا:ما يُحسب للنص:
*اتزان الطرح:
-ربطٌ ناضج بين التعليم، والهوية والثقافة، دون شعارات، بل بفكر مبني على الفهم والتحليل.
*-اللغة الرفيعة:
ألفاظها محكمة وعباراتها أنيقة دون تكلّف، مما يجعل النص دافئًا وعميقًا في آن.
*-منهجية الفكرة:
من المقدمة حتى الخاتمة سارت الكاتبة بخطوات مدروسة، تفتح نوافذ العقل بدل أن تُملي عليه.
*-الرسالة التربوية:
دعوتها لإعادة تشكيل المناهج على أساس ثقافي-اجتماعي ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية في مجتمعات تتآكل هويّتها بصمت.
ثانيا:
وعلى هامش التأمل نقول:
ورغم الجمال المتين
للنص، إلا أن النفس كانت تتوق لمثال من الميدان أو تجربة حقيقية تعضد الطرح وتكسر رتابة التنظير. كما أن تقليص عدد العناوين الفرعية أو دمج بعضها، قد يُضفي على النص انسيابية أعلى.
وختاما فإن
كلمة الدكتورة سارة الشماس ليست مجرد عرضٍ لأهمية الدراسات الاجتماعية، بل هي قصيدة فكرية تربوية تُنشد قيم الانتماء وتعيد تعريف التعليم باعتباره حوارًا حيًّا بين الإنسان وتاريخه، بين الفرد ومجتمعه، بين السؤال والهوية.
إنه نص يستحق أن يُقرأ على المنابر، لا بين السطور فقط.
تقديرنا الأدبي والفكري للنص: 9 / 10
مع إشادة خاصة بروح الكاتبة التي تمزج العلم بالإيمان والتربية بالانتماء.