
على أي قناة تشاهدون ذبح أهلنا في غزة؟ ، بقلم : المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها
يا أهلنا في الضفة، على أي قناة كنتم تشاهدون ذبح وتجويع أهلنا في غزّة؟! لا أستثني أحداً منكم، ولا أستثني نفسي منكم، إنما أستثني فقط من حديثي هذا من أنابوا بالمقاومة في جنين وطولكرم ونابلس وبعض القرى الفلسطينية.
في هذا الفصل الكارثي معظم نساء الضفة روين أرض الفيسبوك نضالاً ومقاومة وهي تدخن الأرجيلة في أفخم مقاهي الطيرة في رام الله، وهي لا تستطيع مقاومة وفغم الشوكولاته والحلويات الصهيونية، وهي تطفح “الكنتاكي” الداعم لآلة الحرب الصهيوني، ونساء غزة لا يجدون شربة ماء، وأطفال غزة يأكلون أوراق الشجر من شدة الجوع!!
أما عن الذكور في الضفة حدث ولا حرج، فمفهوم الرجال هو لذكور غزة فقط، أما عن الضفة هم ذكورا وليسوا رجالاً، الحال كرجل يشطر أخاه أمامه إلى نصفين، وهو ينظر إليه عبر الفضائيات والشاشات حيال مائدة ممتلئة بالطعام والشراب دون حراك أو اكتراث!!
أقسم بالله أنني لا أعلم في أي كوكب يسكن أهل الضفة!؟ غزة تباد حرفيّاً، بينما يمارس كوكب الضفة حياته بشكل طبيعي، مراكز التسوق مزدحمة، والمنتزهات والملاهي مفتوحة، والمطاعم والكافيهات والمقاهي غاصة بإناث الضفة وذكورها!!
ولا تتوقف المصيبة هنا، بل تزحف على يد أولئك الذين تجدهم ينثرون تعليقا على الفيسبوك (عذرا أهل غزة.. ولكن زفاف ابني.. نجاح ابنتي.. نيلي لشهادة الماجستير.. عيد ميلاد زوجتي.. الى آخره من القيء الذي يخرج من فاه الضفة) المعادلة تماما كرجل ينظر إلى ذئب يغرس مخلبه في وجه أخيه ليقتله أمام مرآه، فما كان منه سوى أنه أذاق أخيه قبلة الموت على جبينه ورحل!!
يا أهلنا في الضفة، على أي قناة كنتم تشاهدون ذبح وتجويع أهلنا في غزّة؟! لماذا لا تجلبون بعض البشار والمكسرات وأنتم تشاهدون الصوت المتهدّج لطفل يأكل الرمال من شدة الجوع، والبكاء المتواصل لطفل يستسلم جسده النحيل للموت جراء تجويعه!!
يا أهل الضفة نحن في عار كبير، والتاريخ يسجل ويكتب، وعلينا أن نختار مكاننا في أي صفحة سيكتبنا التاريخ! لقد كتب التاريخ الآن أنّ أهل غزة سطروا مكانهم في قلبه وماتوا شهداء، ونحن في الضفة ذبحنا التاريخ، وأتمنى أن لا نموت جبناء!
قال تعالى: لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (الآية رقم 95 من سورة النساء)
المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها
عضو الاتحاد العام لكتاب وأدباء فلسطين
عضو الاتحاد العام لكتاب وأدباء العرب
عضو الاتحاد الدولي للمثقفين العرب
عضو منتدى الكتاب العربي