3:07 مساءً / 3 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

البروفيسور وليد العريض يكتب .. ” وكالة شفا ” حين يُقاوم الخبر وينطق القلب

وكالة شفا … حين يُقاوم الخبر وينطق القلب
البروفيسور الدكتور الشاعر وليد العريض
بقلم: أ. د. وليد العريض
مؤرخ، أديب، شاعر وكاتب صحفي

تمهيد شعري:
شفا … وسمُ الكرامة على جبين الحرف

-شفا يا نَبضَ من صاغَ الحروفَ شفا
وصارَ للحُرِّ صوتًا يُستجابُ شفا

-تُقاومينَ بأسلوبِ الخلودِ فلا
تذوبُ في زيفِ من باعوا
ولا تُطفا

-حروفُكِ المجدُ إن نادى الزمانُ بها
تُضيءُ ليلَ الأسى في القلبِ أو تُطفا
-كتبتِ باسمِ اليتامى والدموعِ ولم
تُهادني خصمَ حقٍّ في هواكِ شفا

-فدمتِ يا شمسَ إعلامِ الشعوبِ
لنا
بوصلةً حينَ ضاعتْ في الدجى الشُّفَا
……….
حين يولد الحبرُ من رحم المقاومة

في بلادٍ لا تتوقف فيها البنادق عن البكاء ويمشي التاريخ بين الحطام حافيًا، لم يكن الخبر مجرّد سطرٍ على شاشة، بل كان صرخة من جرح ونداءً من حجر ورجفة قلم في قبضة مقاوم.
هكذا وُلدت وكالة شفا الفلسطينية لا من رحم مؤسسة، بل من أحشاء الأرض من صوت أمّ شهيد، من دمعة أسير، من آهة وطن يصرّ أن لا ينسى.

لم تكن شفا خبرًا ولا موقعًا، بل كانت وما زالت سفيرة فلسطين إلى ضمير العالم، تتكلم من قلب العاصفة، وتُدوّي في وجه العتمة.

حبرٌ لا يجفّ وسلاح لا يصدأ

منذ ولادتها قبل ثلاثة عشر عامًا حملت شفا القلم كما يحمل الفدائي بندقيته، لا تُفرّق بين الكلمة والطلقة ولا ترى في الحياد سوى خيانة.
لم تخضع لسلطة ولم تركع لممول ولم تغيّر جلدها. بقيت وفية للمبدأ،
الخبر الذي لا يخدم فلسطين ليس خبرًا

كانت تُقاتل بالكلمة حين تخذل البنادق وتُعيد تشكيل الوعي حين تضلّ البوصلة وتمنح المنفى وطنًا والمقاومة منبرًا والحق صوتًا لا يُخرس.

القدس عنوانها وغزة قلبها النابض

في كل لحظة كانت شفا تفتح نوافذها على الوجع الفلسطيني، لا تنتظر وكالة أجنبية كي تخبرنا أننا نُذبح، بل كانت هي العين والسند.
كل شهيد كان يُكتب اسمه في الصفحة الأولى من نبضها وكل قصف على غزة كان يُترجم في مقال وكل أسر في سجون الاحتلال يتحوّل إلى نداء عاجل.

وحين صمتت بعض القنوات تكلّمت شفا. وحين ارتبك العالم، كتبت شفا بالدم ما يعجز الحبر عن حمله.

أدبٌ يقاوم ومقالةٌ تقاتل

لم تكن شفا مساحةً للخبر وحده، بل ميدانًا أدبيًّا يُقاتل على جبهة الكلمة. في مقالاتها وجدت فلسطين من يُحسن وصفها، من يُقبّل ترابها بحروف مشتعلة، من يجعل القصيدة قذيفة والرواية متاريس والعنوان نشيدًا.

استكتبت الكتّاب والمفكرين وأفسحت المجال لأقلام جريئة فكانت بيتًا لكل عاشق لفلسطين ولكل مؤمن أن الصحافة ليست حيادًا، بل انحيازٌ للحق في وجه الجلاد.

ثلاثة عشر عامًا والنبض لم يتعب

في زمن الرقابة والحذف والإغلاق بقيت شفا كزهرة صبار تُزهر في الجمر، تُعيد خلق نفسها كلما حاصرها الموت الرقمي وتقاوم الحذف كما يُقاوم الشعب الفلسطيني محو اسمه عن الخريطة.
هي ليست مجرد وكالة، بل ذاكرة وطنية حيّة
تحمل أرشيف النكبات وتوثّق لحظات الفخر وتعيد رسم الوجدان الفلسطيني في زمن فقدان البوصلة.

في شفا
فلسطين ليست قضية، بل حياة

هنا في كل خبر، في كل صورة، في كل قصيدة، تفوح رائحة الوطن
من باب العمود إلى حيفا، من زنزانة في عسقلان إلى قُبلة وداع شهيد في جنين، تُصغي شفا لما لا يُقال وتكتب ما يجب أن يُقال، وتُقاوم بما لا يُحتمل.

فلسطين في شفا ليست مادة تحرير، بل محرّر ليست مجرد محتوى، بل محتوى الكرامة كلها.

تحية لوكالة تمشي بثوب الوطن

في عيدها الثالث عشر نرفع القبعة ونُقبل راية شفا التي علّمتنا أن الإعلام ليس سلعة، بل رسالة… وأن الكلمة الحرة إذا كانت في خدمة فلسطين، فهي أشرف من ألف منصة وأعلى من كل المآذن.

طوبى لوكالةٍ كتبت التاريخ كما يليق بفلسطين…
وما زالت تُعلن: نحن هنا… نكتب، نقاوم، وننتصر بالكلمة.

  • – البروفيسور د. وليد العريض – مؤرخ، أديب، شاعر وكاتب صحفي

شاهد أيضاً

نادي أحباب اللغة العربية الفلسطيني ينفذ مساره الثقافي الأول (على أطلال غزة)

نادي أحباب اللغة العربية الفلسطيني ينفذ مساره الثقافي الأول (على أطلال غزة)

شفا – بصحبة رئيس ملتقى العلاقات العامة الفلسطيني المهندسة آلاء زلوم نفّذ نادي أحباب اللغة …