1:01 صباحًا / 7 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

الحرية كروح للكرامة ، قراءة في مقالة كريم شدّاد ، بقلم: رانية مرجية

الحرية كروح للكرامة ، قراءة في مقالة كريم شدّاد ، بقلم: رانية مرجية

الحرية كروح للكرامة ، قراءة في مقالة كريم شدّاد ، بقلم: رانية مرجية

حين يكتب كريم شدّاد عن الحرية، لا يفعل ذلك من باب التنظير المجرد، ولا كترفٍ لغويّ مألوف. بل يتحدث كما يتحدث القلب حين يخفق للحياة، وكما تتكلم الروح حين ترفض القيود.


في مقاله “الحياة بغير الحرية كجسم بلا روح”، يضعنا شدّاد أمام معادلة بسيطة، لكنها دامغة: لا كرامة بلا حرية، ولا وجود إنساني حقيقي دونها.

نص لا يُناور… بل يواجه

يبدأ الكاتب بمجاز صادق: “الحياة بغير الحرية كجسم بلا روح”. هذه العبارة، رغم بساطتها الظاهرة، تختصر فلسفة وجودية عميقة: أن الإنسان بلا حرية لا يعيش، بل فقط يستمر.


الفرق بين من يُوجد وبين من يحيا يتجلى في حريته في أن يقول “نعم” عن اقتناع، و”لا” عن وعي، لا عن خوف أو مسايرة.

الحرية ليست فوضى… بل مسؤولية

يمضي شدّاد ليُعيد تذكيرنا بأن الحرية لا تعني الانفلات، بل المسؤولية.


من يمتلك حرية الفكر والتعبير، يجب أن يمتلك معها نزاهة الضمير واحترام الآخرين.


وهنا، يطرح الكاتب الحرية لا كحق فردي فقط، بل كعقد اجتماعي ناضج يضمن ازدهار الجميع دون أن يُقصي أحدًا.

الحرية تصنع الوعي… وتلد الحضارات

في المجتمعات الحرة، يقول الكاتب، “تنمو الإبداعات وتزدهر الأفكار وتتقدم الإنسانية”، أما في المجتمعات المقموعة “تذبل الأرواح وتنكمش العقول”.


وهنا يقترب من نغمة المفكرين الكبار الذين اعتبروا الحرية أداة لصناعة الحضارة، لا مجرد حلم فردي.
الحرية ليست عدوًا للنظام، بل شرطًا لأي نظام عادل.


هي الأوكسجين الذي تحتاجه العقول لتبدع، والضمائر لتزدهر.

التاريخ شاهد… والسجون ليست النهاية

يلفت شدّاد إلى أن أعظم المبادئ والأفكار خرجت من رحم القهر، لا لأن القيد جميل، بل لأن الإنسان الحرّ، حتى في السجن، يظل يحمل في داخله بذور التحرر.


هذا القول يحمل أصداء تاريخية من غاندي إلى مارتن لوثر كينغ إلى مانديلا، ويعطي للنص بُعدًا يتجاوز الآني ليخاطب الضمير الإنساني الجمعي.

خلاصة فكرية وإنسانية

في الخاتمة، يعيد شدّاد التأكيد أن الحرية ليست ترفًا، وليست شعارًا نخبويًا كما يدّعي خصومها، بل هي الحياة ذاتها.
أن تقول “لا” بكرامة، و”نعم” باقتناع، دون خوف من سلطة أو عارٍ اجتماعي، هو فعل وجودي عميق، وهو ما يجعل من الإنسان كائنًا كاملًا لا مسلوب الإرادة.

خلاصة القراءة:

مقال كريم شدّاد ليس فقط بيانًا في الحرية، بل دعوة للنهضة، وتحريضٌ ناعمٌ على التفكير، وعلى تذكيرنا جميعًا أن نرفض السير بلا روح.


أن نُصغي لصوت الحرية داخلنا، لأن القيد يبدأ حين نصمت عنه، وينتهي حين نقول: أنا أستحق أن أكون حرًّا، وإنسانيًّا، وكاملًا
رانية

شاهد أيضاً

خطة للجيش الإسرائيلي لاحتلال قطاع غزة بالكامل

شفا – من المتوقع أن يصادق “الكابينت” الإسرائيلي الخميس على خطة عسكرية شاملة تقضي باجتياح …