1:18 صباحًا / 3 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

زيارة -ويتكوف- إلى رفح ،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا ، بقلم : بديعة النعيمي

زيارة -ويتكوف- إلى رفح،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا ، بقلم : بديعة النعيمي

جاءت زيارة المبعوث الأميركي “ستيف ويتكوف” إلى ما يسمى ب “مركز توزيع المساعدات الإنسانية” في رفح في الأول من أغسطس/٢٠٢٥ ضمن جولة وصفتها وسائل الإعلام العبرية بـ”التاريخية”. لكنها لم تكن سوى خطوة شكلية، تتستر بغطاء إنساني هش لتكريس الدور الأميركي الداعم بلا قيد أو شرط للعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر/٢٠٢٣

ما حدث في رفح كان استعراضا إعلاميا يخفي وراءه تواطؤا سياسيا من طرف الولايات المتحدة،فالمركز الذي زاره “ويتكوف” يُدار من قبل المدعوة “مؤسسة غزة الإنسانية” “GHF”، وهي منظمة مشبوهة التمويل والتوجيه، أنشأتها إدارة “ترامب” بدعم مباشر من جيش الاحتلال خارج إطار التنسيق مع “الأمم المتحدة” التي رفضت التعامل معها بسبب انعدام الحيادية وغياب شروط السلامة، مع عدم ثقتي أيضا بمنظمة الأمم لأنها لطالما كانت ولا تزال تصدر القرارات التي تدعم دولة الاحتلال.

وفي الوقت الذي تدعي فيه واشنطن أنها تحرص على تخفيف معاناة المدنيين في القطاع، تشير تقارير “الأمم المتحدة” إلى أن أكثر من ١,٣٠٠ فلسطيني ارتقوا شهداء وهم يحاولون الوصول إلى هذه “المساعدات”. فكيف تُمنح هذه المؤسسة التي يُرتكب في محيطها المجازر على مدار الساعة، شرعية أميركية كاملة؟

الزيارة التي رافقها الإعلام الأميركي بكثافة، وبعيدا عن الصور الرسمية والتصريحات الفضفاضة، لم تفض إلى أي التزام ملموس سوى “دراسة خطة جديدة”،بهدف فسح المجال أمام دولة الاحتلال لإبادة المزيد من أهلنا في غزة بالقنص والتجويع.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية المنافقة، تبنت منذ بداية الحرب ذلك الخطاب المزدوج، فمن جهة تعلن عن “قلقها الإنساني” أمام العالم، ومن جهة أخرى تزود الدولة الزائلة بالسلاح وتمنحها غطاء دبلوماسيا في “المحافل الدولية”. وإن إرسال مبعوثين لإدارة عمليات توزيع مساعدات تحت حماية قوات الاحتلال، وفي أماكن يُقتل فيها الناس لأجل حفنة طحين، ما هو إلا دعم مباشر لسياسة “التجويع كسلاح”، وهي سياسة وثقتها منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش.

والخلاصة أن الإدارة الأميركية لن تكون إلا الحامي العتيد للمجرمة دولة الاحتلال بالرغم من بشاعة ما ارتكبت الأخيرة ولا زالت من مجازر وفظائع، وإن ما جرى في رفح من زيارة لهو تجسيد حي لهذه المعادلة الثابتة.

فعن أية مساعدات إنسانية يتحدثون وهي ليست سوى أفخاخ موت، يُمنع فيها المجوعين من الوصول إليها إلا عبر ممرات يتحكم بها الجنود المدججون بغطاء جوي من الطائرات؟

والأسوأ من كل ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إعادة تشكيل سردية الحرب في غزة، لتظهر بمظهر “الوسيط المنقذ”، بينما هي في الواقع شريك أصيل في الحصار والقتل. وزيارة “ويتكوف”، بكل ما فيها من استعراض وادعاءات، ليست سوى فصل آخر من النفاق يضاف للسياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية.


والدم الفلسطيني المراق على أبواب مراكز “مساعدات الموت”، سيظل الشاهد الأصدق على زيف “الرحمة الأميركية”.

شاهد أيضاً

اللواء علام السقا وقادة المؤسسة الأمنية : نعمل ضمن عقيدة أمنية واحدة ورؤية موحدة

اللواء علام السقا وقادة المؤسسة الأمنية : نعمل ضمن عقيدة أمنية واحدة ورؤية موحدة

شفا – تفقد اللواء علام السقا مدير عام الشرطة، واللواء محمد دعاجنة قائد الحرس الرئاسي، …