9:45 مساءً / 1 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

الغابة التي لا يستجاب فيها الدعاء (15) ، حين صار النمر خبيرًا في العلاقات العامة ، بقلم : د. وليد العريض

الغابة التي لا يستجاب فيها الدعاء (15) ، حين صار النمر خبيرًا في العلاقات العامة ، بقلم : د. وليد العريض

كان النمر يومًا ما مفترسًا
خطاه تسبق ظلّه وصمته يُخيف حتى الأشجار.
لكنه مع الزمن، تراجع, ثم انحنى ثم تغيّر.

في البداية خسر مخالبه في صفقة مع الثعلب.
ثم باع جلده المرقّط لدار أزياءٍ تشرف عليها الضباع.
وفي النهاية جلس على مكتبٍ خشبي في مبنى العلاقات العامة للغابة.

كتب فوق اسمه:

“المستشار الأعلى لشؤون الصورة والانطباع”.

لم يعد يزأر
صار يبتسم، يُعدّ بيانات صحفية ويعلّق على إشاعات الوحش بنبرة دبلوماسية:

“ليس صحيحًا أن الوحش أكل العصافير… لقد قامت العصافير برحلة تطوعية داخل أمعائه.

“الزئير الذي سُمع الليلة الماضية ليس تهديدًا، بل تسجيل صوتي يُستخدم في جلسات التأمل الجماعي.”

كانت الحيوانات تسمعه
لكنها لم تعد تعرف:
هل تصدّقه؟
أم تواسيه؟
قال له الضفدع يوماً:

“أنت لا تُخيفنا بعد الآن.”
ابتسم النمر وقال:

“الخوف ليس مهمًا في زمن الانطباع.
نحن نصنع القصة لا الحقيقة.”
وفي أحد الأيام سقط بيان صحفي من مكتبه، مكتوب عليه بخطّ يده:

“أنا النمر الذي نسي أنه نمر
فصار يتقن فنّ التبرير ويجهل فنّ القفز.”

د. وليد العريض


مؤرخ واديب وشاعر وكاتب صحفي.
1 آب 2025

شاهد أيضاً

مستوطنون يعتدون على دير جرير شرق رام الله والأهالي يتصدون لهم

مستوطنون يعتدون على دير جرير شرق رام الله والأهالي يتصدون لهم

شفا – تصدى أهالي قرية دير جرير شرق رام الله، مساء اليوم الجمعة، لمحاولة اقتحام …