5:36 مساءً / 1 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

مصر وغزة.. حائط الصدّ الذي لا ينكسر ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

مصر وغزة.. حائط الصدّ الذي لا ينكسر ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

مصر وغزة.. حائط الصدّ الذي لا ينكسر ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

في كل محنة تمر بها غزة، كانت مصر هناك. ليست مجرد دولة جارة، بل سندًا حقيقيًا، تمد يد العون حين يولي الآخرون ظهورهم، وتفتح الأبواب حين تُغلق المنافذ. وبينما تتسابق بعض الأطراف في إبداء “القلق” اللفظي، كانت القاهرة تبادر بالفعل والعمل، تُسيّر القوافل وتدير الحوار، وتفتح معبر رفح الذي صار شريان الحياة للغزيين.

منذ بدايات العدوان الإسرائيلي الأخير، تحركت مصر بثقلها السياسي والإنساني؛ دشّنت جسرًا بريًا لنقل المساعدات من معبر رفح إلى كرم أبو سالم، سهلت دخول مئات الشاحنات المحمّلة بالغذاء والدواء والوقود، واستقبلت الجرحى، وتواصلت مع كل الأطراف لوقف نزيف الدم. لم تفعل ذلك بحثًا عن شكر، بل انطلاقًا من قناعات راسخة بأن أمن غزة جزء من أمن مصر، وأن معاناة الفلسطينيين لا يجب أن تبقى دون سند.

ومع هذا، تتعالى بين حين وآخر أصوات نشاز، تشكك في الدور المصري، وتثير الشبهات حول نواياه، وتدّعي أن مصر تُبطئ أو تُعرقل، في ترديد غريب لروايات تسعى لتبرئة الاحتلال من مسؤوليته عن الجريمة المستمرة في غزة. هذا التشكيك ليس بريئًا، بل يصبّ في طاحونة من يريد تقسيم الصف، وتحويل البوصلة عن الجهة الحقيقية التي ترتكب المجازر وتُحاصر الشعب الأعزل.

من المهم أن نكون واضحين: لا يوجد موقف إنساني أو قومي أو أخلاقي يمكن أن يتجاهل الدور المركزي الذي تلعبه مصر، لا سيما في ظل غياب كثيرين ممن كانوا يومًا يتغنون بالقضية الفلسطينية. القاهرة، رغم أزماتها الداخلية وتحدياتها الاقتصادية، اختارت أن تساند غزة في أصعب ظروفها، من دون ضجيج أو مزايدات.

إن الوفاء لمواقف مصر، والاعتراف بدورها، هو جزء من الوفاء لغزة نفسها. ومن أراد فعلاً إنقاذ غزة، فليوجه سهامه نحو الاحتلال، لا نحو من يمدون يد العون.

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يستقبل وزير الخارجية الألماني

الرئيس محمود عباس يستقبل وزير الخارجية الألماني

شفا – استقبل سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس “ابو مازن” ، بمقر الرئاسة في …