
حين يُطوِّقنا الحصار ، نرسم خريطة الصمود بخطى أهل محافظة سلفيت ، بقلم : د. عمر السلخي
بوابات مغلقة… لكننا لا نُغلق قلوبنا عن الحياة
في محافظة سلفيت، الإغلاق لم يعد خبرًا، بل روتينًا يوميًا، بوابة ديربلوط تُغلق، وحاجز مفاجئ يُنصب قرب كفر الديك، ومدخل كفل حارس يُسدّ بالمكعبات الإسمنتية ، الاحتلال لا يقطع الطرق فقط، بل يقطع النفس، في محاولة لخنق أهل الأرض.
العقاب الجماعي يتحول إلى اختبار للإرادة
الاحتلال يراهن على إرهاق الناس ، لكنه يفشل في كل مرة. العمّال الذين يسيرون مشيًا لساعات، الطالبات اللواتي يخرجن قبل الفجر إلى جامعاتهن، الفلاحون الذين يزرعون الأرض بأمل رغم القيود… كلهم يردّون على الحصار بخطى ثابتة، كأنهم يقولون: “نحن هنا، ولن نرحل”.
الاحتلال يُجزّئ الجغرافيا… ونحن نوحّد الانتماء
ما يجري في محافظة سلفيت ليس مجرد إغلاق طرق، هو مشروع استعماري يهدف لتفكيك المجتمع، لعزل القرى عن بعضها، ولكسر الروح الجماعية. لكن كل كيلومتر نقطعه سيرًا، وكل طريق نلجأ فيه إلى الجبال والوديان، هو فعل مقاومة ووحدة.
خرائطنا محفورة في القلب لا على الورق
لسنا بحاجة إلى GPS كي نعرف طريقنا إلى حقول الزيتون، أو إلى بيت الجدّة في الجهة الأخرى من الجدار. دروبنا محفورة في الذاكرة. والخريطة التي يحاول الاحتلال إعادة رسمها بالأسمنت والحواجز، نعيد تصحيحها نحن بأقدامنا وصبرنا.
رسالة من محافظة سلفيت: لن تربحوا رهان التعب
يعرف الاحتلال أنه لا يستطيع الانتصار علينا في المعركة المفتوحة، فيلجأ إلى “الحرب الباردة” بالتضييق والإذلال. لكنه ينسى أن كل دقيقة ننتظر فيها على الحاجز، وكل درب بديل نبتكره، هي رسالة: لن نتعب. وسنظل نعيد رسم الوطن بالحياة، لا بالخوف.