
يأكلون المناسف وإخوتهم يتضورون جوعا ، بقلم : علاء عاشور
في الأعراس، تُلتهم المناسف بشراهة،
وتُغرز السكاكين في لحم الخِراف الطرية،
ويُهال السكر على الكنافة،
علّ حلاوتها تذيب همًّا لم يُولد أصلًا.
يرقصون في زهوٍ أجوف،
يتباهون بعُري التقاليد،
ويجلجل التفاخر على أكتاف المارقين.
أما في بلدتنا،
فالعُهر ليس فقط في الأجساد،
بل في القلوب التي نسيت،
وفي البطون التي لم تجُع.
لنا إخوة منذ عامين يقتاتون على التراب،
ترابه طيّب الرائحة كأنّ الأرض تعتذر لهم.
ينامون تحت شظايا السماء،
ويفترشون العراء…
يقتسمون ورق الشجر،
وبعض الخيام الجرداء التي خجل منها الشتاء.
وفي المقابل،
تتزيّن امرأة بالياقوت والمرجان،
تدّعي العروبة،
وتخونها عند أول مرآة.
أين العروبة؟
أين الانتماء؟
أين الحنين للأوطان؟
أين شيم الرجال ونُبل النساء؟
ماتوا…
ذهبوا إلى الله فرادى،
وسيبقون وحدهم،
إلى أن تُشرق عدالة السماء…
وتثور الأرض في وجوه الخائنين.