3:52 مساءً / 20 يوليو، 2025
آخر الاخبار

ان شاء الله يحل السلام والمحبة بين مختلف مكونات الوطن السوري الواحد ، بقلم : كريستين حنا نصر

ان شاء الله يحل السلام والمحبة بين مختلف مكونات الوطن السوري الواحد ، بقلم : كريستين حنا نصر


مُنذ أكثر من 14 سنة مرت على الثورة السورية ومطالب المعارضين والثوار بالحرية والعدالة في خضم فترة الربيع العربي ، الذي تحول الى خريف عربي اشتعلت معه الحروب ، و أثناء هذه المدة لم تكن لهذه الفترة أي طبيعة طائفية قبل سقوط نظام بشار الأسد البائد ، وبعدها كان الكل متوقع أن تنفض سوريا الجديدة عنها غبار ماضيها المأساوي ، وتدخل مرحلة البناء والديمقراطية والانفتاح على العالم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ، وبالأخص بعد استلام الرئيس المؤقت لسوريا السيد أحمد الشرع.


وبالطبع لا أحد يتوقع أن يكون هذا الانتقال من حال الى آخر وردياً ، بل كان متوقع أن تمر الفترة الانتقالية ببعض الصعوبات قبل الاستقرار المنتظر ، وبالأخص بعد القضاء على الحزب الحاكم اي البعث السوري كاملا في سوريا ، ولكن في الماضي لم تمر سوريا اثناء الثورة بأي فترة حرب أهلية أو اقتتال طائفي .


بالرغم من جهود الرئيس أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد حسن الشيباني داخلياً في بسط الامن ولملمة الأمور الداخلية ، وأيضاً تمت زيارات مكوكية مكثفة خارجية، ونجحت في عدة أمور وأهمها الغاء العقوبات عن سوريا ، ولكن ليس ازالتها عن رموز النظام السابق البائد . وملامح الخطوط العريضة لبناء سوريا الجديدة ، ومن ضمنها دعم الدول العربية والسعي للمساعدة في استقرار سوريا الجديدة.


لكن وللاسف لم يكن أحد يتوقع أن يدخل بناء سوريا الجديدة مرحلة صراع عرقي وطائفي وحرب أهلية بين مكونات الوطن الواحد المختلفة ، والتي بدأت هذه البوادر واضحة في المشاكل الطائفية والاقتتال العرقي في الساحل السوري، ومقتل الكثير من المكون العلوي المتواجد في منطقة الساحل السوري، وأخرى انتهاكات مختلفة متعددة هنا وهناك للمكونات الأخرى من المسيحيين ، حيث وفي هذه الأثناء كانت الحكومة المؤقتة ومنذ استلامها السلطة تسعى إلى انضمام الفصائل المسلحة المختلفة إلى وزارة الدفاع أي الجيش السوري ، والهدف كان هو توحيد هذه الفصائل المتعددة ومنها هيئة تحرير الشام وغيرها من الفصائل .


يوجد أيضاً وجود أشخاص منفردين مسلحين مثل الدروز والعشائر العربية، والتي تختلف عن قوات مجلس سوريا الديمقراطية التي أبرمت إتفاق مع الرئيس أحمد الشرع أي مع العاصمة الشام، ولكن هذه المكونات السورية المستقلة الى الآن غير منضبطة، مثلاً المسلحين الذين كانوا وراء إنفجار كنيسة مار الياس الارثوذكسية في منطقة حي الدويلعة في دمشق ، وطبعاً مؤخراً الاشتباكات الضارية بين مسلحين العشائر العرب ومسلحين الدروز في محافظة السويداء.


لقد كانت بداية هذه الاشتباكات قد نتجت بعد عملية خطف وسطو للمكون الدرزي على طريق السويداء ، ثم دخل الصراع بين الجانبين مرحلة اشتباكات بين العشائر والدروز، ومحاولات عدة لفض الاشتباك بينهم، وقبل أيام تمّ التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار حسب ما صرحت به وزارة الدفاع السورية ، حيث تمّ نشر حواجز لغايات توفير الأمن الداخلي في المدينة، وحيث باتت قوات العشائر على بعد 3 كيلومترات من مدينة السويداء، وحيث الاشتباكات اليوم على تخوم المدينة، بالرغم من اتفاق وقف الاشتباكات.


وللأسف يزداد اطلاق النار ونزوح جماعي من السويداء الى مدينة درعا ومعظمهم من العوائل الدرزية. وللأسف ايضا فشل هذا الاتفاق اليوم حسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أفاد ان القتال مستمر، وما يجري داخل السويداء هو الآن أكثر مما شوهد خلال الايام الماضية ، إذ يوجد قتل وحالات عديدة من الاعدام وأعمال عنف بشعة بينهم .


الهدف الأسمى المرجو في سوريا كان بناء سوريا واحلال السلام للشعب السوري المنهك أصلاً من الحرب، التي دامت لاكثر من 14 سنة، قبل سقوط نظام الاسد البائد، وان تكون صورة سوريا الجديدة والمرحلة المؤقتة سمتها محاربة التطرف والحروب الطائفية والعرقية ، وتدخل سوريا مرحلة جديدة من البناء والديمقراطية والمساواة بين كامل المكونات المختلفة، كما طلب المجتمع الدولي أن يحافظوا على الاقليات المختلفة في سوريا واشراكها في إدارة مفاصل الدولة ومؤسساتها ، ولهذا السبب تمّ الغاء العقوبات عن سوريا ، وبالأخص بعد اسقاط نظام حزب البعث الحاكم البائد في سوريا والمتمثل بآل الاسد .


كما أنه وللأسف بدلاً من السعي الى الوحدة والتي هي مصدر قوة لكل المكونات المختلفة الموجودة في سوريا ، فإن المرء هنا يبدأ التكهن انه إذا لم تتم السيطرة على الوضع المأساوي هذا ، فانه من المحتمل لهذا السيناريو أي الاقتتال الطائفي ، أن يتكرر في عدة مناطق ومحافظات سورية أخرى ، أي كما يحدث الآن في محافظة السويداء، ويمكن أن تتكرر الاشتباكات الطائفية في عدة مناطق أخرى يتواجد فيها أقليات معينة ومسلحين منفردين خارجين عن نطاق الدولة .
الهدف الاسمى كان أن لا تدخل سوريا الشقيقة في حرب أهلية وطائفية بين مختلف مكونات المجتمع السوري الواحد للأسف، وهذه المرحلة التي تعد مفترق طرق خطير والذي تمر به سوريا الآن، هو بالغ الاهمية في تحديد مستقبل سوريا ككل. حيث يجب بل الاصرار على ضرورة ضبط الأمور وأن تكون سوريا موحدة لكل أطياف وأعراق المجتمع السوري، يبنوا وطنهم من جديد متوحدين أقوياء ، حيث لا تُهدد سوريا بالانقسام الجغرافي ، إضافة الى خطر الانقسام العرقي الطائفي أيضاً .


حيث خاطب الرئيس أحمد الشرع الشعب السوري ، مؤكداً رفضه لخطط تقسيم سوريا ، وأكد أن خروج سلطة الدولة عن بعض المناطق كما حصل في السويداء هو الذي ساهم في تفاقم الوضع فيها والاقتتال بين الدروز والعشائر العربية، ودائماً الدولة والحكومة هي الأساس ويجب عدم وجود عناصر مسلحة خارج اطار الدولة، ولا يجوز تقسيم المجتمع إلى درزي وابن عشيرة وعلوي ومسيحي وغير ذلك ، والشعب هو واحد موحد حتى لا يخرج الوضع في سوريا عن السيطرة ، والذي سوف يهدد باحتمالية تقسيم سوريا .


وكنت أكتب دوماً في الكثير من مقالاتي عن سوريا، أنها يجب أن تبقى سوريا موحدة حرة أبية ، ذات نظام ديمقراطي تعددي، أي نظام حكم ادارة محلية وبالطبع تابعة لحكم المركز أي الشام العاصمة . والأيام المقبلة حافلة ومليئة بالتطورات ، ويجب أن نطلب الرحمة الالهية لعله تسود الرحمة والمحبة بين نفوس الناس لعدم الاقتتال ، ولتبقى الشعوب في الشرق العربي مستقرة و آمنة، والتي هي أصلاً عانت الكثير من الحروب والتشرد ، وهذه الشعوب تستحق اليوم أن تعيش عيشة أفضل ، وأيضاً أتمنى أن يسود السلام بدلاً من الحرب، لتُبنى أوطان الشرق العربي ولتصبح على مستوى الدول المتحضرة ان شاء الله .

شاهد أيضاً

الاحتلال يخطر بهدم 7 منازل في الخضر جنوب بيت لحم

الاحتلال يخطر بهدم 7 منازل في الخضر جنوب بيت لحم

شفا – أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بهدم 7 منازل في بلدة الخضر جنوب …