5:24 مساءً / 20 يوليو، 2025
آخر الاخبار

مؤتمر حل الدولتين ، فرصة تاريخية يجب ألا تُهدَر، بقلم : علاء عاشور

مؤتمر حل الدولتين ، فرصة تاريخية يجب ألا تُهدَر، بقلم : علاء عاشور

مؤتمر حل الدولتين ، فرصة تاريخية يجب ألا تُهدَر، بقلم : علاء عاشور

في ظل المأزق الوجودي الذي تعانيه القضية الفلسطينية، ومع استمرار الحرب الوحشية والإبادة في قطاع غزة، يبرز مؤتمر “حل الدولتين” كفرصة تاريخية قد تُمهّد الطريق لاعتراف دولي أوسع — وربما من قِبل دول وازنة — بالدولة الفلسطينية، وإعادة الزخم إلى المسار السياسي المجمد منذ سنوات.

لطالما شكل حل الدولتين حجر الزاوية في الخطاب الدولي لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، غير أن هذا الحل ظل حبيس الشعارات والمبادرات غير الملزمة، وسط اختلال واضح في موازين القوى، وتواطؤ دولي مع الاحتلال، وتراجع عربي ملحوظ في فاعلية الحضور الدبلوماسي. غير أن الواقع بدأ يتغير — لا بسبب صحوة أخلاقية دولية، بل لأن صمود الشعب الفلسطيني، والتوثيق اليومي للفظائع، قد كسر حاجز الإنكار وزعزع الرواية الإسرائيلية المهيمنة.

اليوم، وبينما تتعالى الأصوات في عواصم غربية طالما تبنّت مواقف منحازة، للمطالبة بوقف الحرب وإيجاد حل دائم، يجب النظر إلى مؤتمر حل الدولتين ليس كمبادرة بروتوكولية عابرة، بل كمنصة يجب البناء عليها دبلوماسياً، بحكمة وقوة.

إن الإجماع الدولي المتزايد حول ضرورة إنهاء الاحتلال، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، لا بد أن يُترجَم إلى خطوات ملموسة، تبدأ أولاً بدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المحافل الدولية، وخصوصاً من قِبل الدول المؤثرة في النظام العالمي، كأوروبا الغربية، وكندا، وأستراليا، ودول آسيا الصاعدة.

وهنا، يكمن دور الدبلوماسية العربية: فبعد سنوات من التردد، والرهانات الخاطئة على مسارات تطبيع منفصلة، آن الأوان لتبني مقاربة جماعية، تضع القضية الفلسطينية في قلب السياسات الخارجية العربية، وتستثمر ما تبقى من أوراق ضغط استراتيجية — اقتصادية وجيوسياسية — في سبيل فرض واقع سياسي جديد.

لكن الفرصة، رغم أهميتها، محفوفة بالمخاطر. فإسرائيل تسابق الزمن لتقويض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، من خلال الاستيطان، وتهويد القدس، وتمزيق الجغرافيا الفلسطينية. وهي تراهن على تفتيت الموقف العربي، واستنزاف الفلسطينيين بالحروب والمآسي.

لذلك، فإن مؤتمر حل الدولتين يجب أن يكون بداية لمعركة سياسية ممنهجة، تضع حداً للانقسام الفلسطيني، وتعيد ترتيب البيت الداخلي، وتبني وحدة وطنية قائمة على الشراكة والمقاومة السياسية والدبلوماسية، لا على المحاصصة والفصائلية.

إن الدم الفلسطيني الذي يسيل في غزة يجب أن يتحول إلى وقود لمعركة التحرر، لا إلى مأساة عابرة في نشرات الأخبار. وهذه الفرصة التاريخية، إذا ما أُحسن استثمارها، قد تفتح الباب أخيرًا أمام شعب عانى أكثر من سبعة عقود، لينال حقه في الحرية، والسيادة، والكرامة.

شاهد أيضاً

الاحتلال يخطر بهدم 7 منازل في الخضر جنوب بيت لحم

الاحتلال يخطر بهدم 7 منازل في الخضر جنوب بيت لحم

شفا – أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بهدم 7 منازل في بلدة الخضر جنوب …