
شفا – شاركت وزيرة شؤون المرأة، منى الخليلي، في أعمال مؤتمر “الإعلام والقضية الفلسطينية في ظل التحول الرقمي” الذي نظمته جامعة فلسطين التقنية – خضوري اليوم في رام الله، وضم نخبة من الإعلاميين والخبراء من فلسطين والمنطقة، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء د. محمد مصطفى.
وفي كلمتها ضمن الجلسة الرابعة التي خُصصت لموضوع “القضية الفلسطينية في الإعلام العربي والدولي: التغطية والتحديات”، قالت الخليلي إن “المرأة الفلسطينية في الإعلام بين الواقع والصورة النمطية” تشكل مدخلًا لفهم أعمق لكيفية تمثيل النساء الفلسطينيات في الخطاب الإعلامي العربي والدولي، والانحيازات التي تصنع هذا التمثيل، خاصة خلال فترات العدوان.
وأكدت أن الإعلام، في التجربة الفلسطينية، لم يكن يوماً ناقلاً محايداً للحدث، بل طرفاً فاعلاً في صناعة الرأي العام والتأثير في السياسات، مشيرة إلى أن حضور النساء الفلسطينيات عبر الشاشة أو المنصة الرقمية لطالما كان قادراً على فتح النقاشات وتغيير القوانين وتحفيز وعي مجتمعي جديد. وأضافت أنه طالما رأينا كيف يتحول تقرير إعلامي إلى قضية رأي عام، وكيف يمكن لصوت امرأة فلسطينية أن يفرض تغييراً في نظرة المجتمع أو في نص قانون.
وأشادت الوزيرة بدور الإعلاميات الفلسطينيات في الميدان، اللواتي كن في الصفوف الأمامية لنقل الحقيقة، وتوثيق الواقع، رغم الأخطار المحدقة. وأشارت إلى استهداف أكثر من 45 صحفية في قطاع غزة منذ بدء العدوان، مؤكدة أن هذا الاستهداف لم يبدأ مع الحرب الأخيرة، بل سبقه استهداف عدد من الصحفيات في مواقع مختلفة، وعلى سبيل المثال استهداف الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها لاجتياح مخيم جنين، كدليل واضح على الاستهداف المتعمد لصوت المرأة الصحفية الفلسطينية.
وفي سياق استعراضها لتحولات المشهد الإعلامي، استندت الخليلي إلى بيانات وطنية حديثة تظهر اتساع نطاق الوصول إلى الإنترنت والهواتف الذكية، مما يعكس أن الإعلام الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية وأداة استراتيجية للعدالة والمساواة.
وأشارت إلى أن وزارة شؤون المرأة استثمرت خلال السنوات الأخيرة بشكل متزايد في إنتاج المحتوى الرقمي الذي يعكس قضايا النساء، وينقل قصص الطبيبات والمعلمات والمبادرات وصاحبات المشاريع من قلب الواقع الفلسطيني، موضحة أن الإعلام الرقمي أصبح مساحة حرة للرواية النسوية الفلسطينية، من شوارع القدس، إلى خيم النزوح في غزة، إلى القرى المحاصرة في الضفة.
كما أكدت على الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام في رصد الانتهاكات الإسرائيلية، وتوثيق ارتدادات العدوان والحال الراهنة على النساء والفتيات الفلسطينيات، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس.
وتوقفت الوزيرة عند التمثيل الإعلامي الدولي للنساء في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، مشيرة إلى أن التغطيات انشغلت غالباً بمشاهد الدمار والضحايا، وغابت صورة المرأة التي أسست عيادات ميدانية، وقدمت الدعم النفسي، وأدارت مطابخ جماعية، وكانت حاضرة كمربية، وناشطة، وسيدة مجتمع، وسياسية واقتصادية.
وفي ختام كلمتها، شددت الوزيرة على ضرورة بناء آلية وطنية لرصد وتحليل صورة المرأة في الإعلام العربي والدولي، وتوحيد الرسالة الإعلامية النسوية، وتدريب نساء ناطقات باسم فلسطين، داعية إلى تعزيز الشراكات بين الدولة والمجتمع المدني والإعلام والجامعات، من أجل إعلام نسوي رقمي يعكس العمق الإنساني والوطني لتجربة النساء الفلسطينيات.