
قمة البريكس: تعميق التعاون بين بلدان الجنوب وتعزيز تحديث آلية التعاون ، بقلم : تشيان شي
عُقدت القمة السابعة عشرة لقادة دول البريكس في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية يومي 6 و7 يوليو 2025، تحت شعار “تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب من أجل حوكمة أكثر شمولًا واستدامة”. وتُعد هذه القمة الأولى بعد انضمام إندونيسيا كعضو جديد إلى جانب عشرة شركاء جدد في آلية البريكس. وقد تناولت القمة ستة محاور ذات أولوية: الصحة العالمية، التجارة والاستثمار والتمويل، تغير المناخ، حوكمة الذكاء الاصطناعي، إصلاح منظومة الأمن العالمية، وبناء آلية البريكس، مما يبرز الدور الحيوي الذي تؤديه البريكس في إعادة تشكيل نظام الحوكمة العالمي.
منذ تأسيسها عام 2006، تطورت آلية البريكس من منصة اقتصادية إلى أداة رئيسية لتعزيز الحوار والتعاون بين بلدان الجنوب. وتشمل “البريكس الموسعة” اليوم ما يقرب من نصف سكان العالم، وتمثل أكثر من 30% من الناتج الاقتصادي العالمي، وتسهم بأكثر من 50% من النمو الاقتصادي العالمي، لتصبح قوة دافعة متعددة الأطراف في النظام العالمي الناشئ.
وأكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، خلال كلمته في الجلسة الأولى للقمة، أن دول البريكس، بصفتها القوى الرئيسية في الجنوب العالمي، ينبغي أن تتمسك بالاستقلالية وأن تتحمل مسؤولياتها، وعليها أن تسعى إلى التوافق وبناء شراكات قوية، لتكون في طليعة جهود إصلاح الحوكمة العالمية. وشدد لي تشيانغ على أهمية الحفاظ على السلام العالمي، وتسوية النزاعات سلميا، وتعزيز التنمية باعتبارها المفتاح الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار.
ومن الجدير بالذكر أن المشاركة الفاعلة للدول العربية في هذه القمة شكّلت إحدى أبرز محطاتها. فقد أسهم انضمام السعودية والإمارات ومصر في توسيع الأفق الجغرافي والثقافي لآلية البريكس، وتعزيز الترابط بين منطقة الشرق الأوسط ومناطق آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما أضفى على الآلية موارد استراتيجية ورؤى متنوعة.
تستمد البريكس جاذبيتها من مبادئها القائمة على الانفتاح والشمول، والتشاور على قدم المساواة، والتعاون القائم على الربح المشترك، وهي مبادئ تعكس التطلعات المشتركة لدول الجنوب نحو نظام عالمي أكثر عدالة وتوازنًا. فالبريكس ليست تكتلًا موجهًا ضد أحد، بل منصة لتوسيع الخيارات التنموية وتعزيز صوت الجنوب في النظام الدولي.
وتُعد الصين من أبرز الداعمين لآلية البريكس، حيث عملت خلال السنوات الأخيرة على إطلاق منصات مثل “قاعدة الشراكة للثورة الصناعية الجديدة” و”منتدى مراكز الفكر للجنوب العالمي”، من أجل تعزيز التعاون الصناعي، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات. وفي المستقبل، ستواصل الصين العمل مع دول البريكس وسائر الدول النامية لبناء نظام تنمية عالمي أكثر توازنًا واستدامة.
إن توسّع آلية البريكس لا يعني فقط زيادة عدد الأعضاء، بل هو أيضًا تحديث في نماذج التعاون ورؤية الحوكمة. وعلى أعتاب مرحلة جديدة، تمضي البريكس قدمًا برؤية أكثر انفتاحًا، لتوحيد قوى الجنوب العالمي، واستكشاف مسارات واقعية نحو السلام والتنمية في العالم.
- – تشيان شي – إعلامية صينية – الصين
إقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة