5:32 مساءً / 5 يوليو، 2025
آخر الاخبار

جنود العدو ، ما بين الكوابيس والوصايا ، بقلم : بديعة النعيمي

جنود العدو ، ما بين الكوابيس والوصايا ، بقلم : بديعة النعيمي

برزت خلال الحرب على غزة ملامح جديدة في مشهد الصراع، إنها تلك التي تتعلق بالعمق النفسي للجنود في جيش الاحتلال المشاركين في العمليات.

أحد تقارير صحيفة “هآرتس” العبرية الصادر مؤخرا، كشف عن تدهور الحالة النفسية لجنود الاحتلال، حيث عكس بوضوح حجم الضغوط التي تفرضها المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام، على الآلة العسكرية لدولة الاحتلال، رغم الفوارق الهائلة في القدرات والإمكانات.

هؤلاء الجنود، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و ٢١، وجدوا أنفسهم في بيئة قتالية صادمة، حيث لا خطوط مواجهة تقليدية، ولا ضمانات للنجاة. هم يواجهون خصما شبحيا، يتحرك ببراعة تحت الأرض، ويتقن التخفي والتكتيك والضربات المباغتة.
هذا الخصم الفلسطيني، استطاع بصبره الاستراتيجي، وبنيته التنظيمية المحكمة، أن يحول ساحة المعركة إلى مستنقع نفسي وعسكري للعدو.

في شهاداتهم، يتحدث الجنود عن الأرق، البكاء، الكوابيس، وكتابة الوصايا في خنادق الليل في مؤشر إنما يدل على انهيار منظومة الاستقرار الذهني في أوساط الجيش الصهيوني. وهذا المؤشر يدحض الدعاية الصهيونية التي تحاول إظهار ذلك الجيش الأسطوري كقوة عصية على أن ينزل بها الخوف أو الهزيمة النفسية.

إن مجرد تحول الموت إلى رفيق يومي، كما قال أحد جنود “لواء غفعاتي”، يعد بحد ذاته اعترافا بقدرة المقاومة على نقل الحرب إلى داخل عقل الجندي، قبل جسده.

المقاومة الفلسطينية لا تملك طائرات ولا ترسانة نووية ولا دعما لا محدود، لكنها تمتلك العنصر الأهم ألا وهو الإيمان بفلسطين، والانغراس في أرضها، وفهم دقيق لطبيعة العدو. وهذا ما جعل منها أي المقاومة رقما صعبا في المعادلة، قادرا على قلب المفاهيم العسكرية التقليدية، وإرباك خطط عصابات جيش الاحتلال، سواء عبر الأنفاق، أو الكمائن، أو القنص، أو الطائرات المسيرة، أو حتى عبر الاستخدام الإعلامي الذكي الذي ينقل رسائل القوة والإرباك.

المقاومة ومنذ بداية السابع من أكتوبر وهي تقاتل وفق استراتيجية طويلة النفس، تهدف إلى استنزاف العدو وتغيير ميزان الردع. وهذا بالفعل ما حصل، ونرى أثره اليوم داخل الجبهة الداخلية في دولة الاحتلال حيث أصبحت أكثر هشاشة، والمجتمع أكثر انقساما، والجنود أكثر رعبا.

إن حالة الجنود في غزة اليوم، حين يناقشون من سيبكيهم بعد موتهم، هي نتيجة لصمود واستبسال المقاتلين الفلسطينيين، الذين يفرضون الحرب بحسب معادلاتهم.

وإذا كانت عصابات الجيش تمتلك التفوق التكنولوجي فإن المقاومة وخاصة كتائب القسام تمتلك الإرادة والابتكار والاحتراف التنظيمي الذي يمكنها من كسر هذه المعادلة. فهي اليوم لا تواجه فقط جيشا عاديا، بل مشروعا استعماريا يرتكز على القوة والردع والخوف. وعندما يصاب هذا المشروع بالذعر داخل وحداته القتالية، فإن ذلك يعني أن هناك ما تغير جذريا في موازين التأثير.

ما تعكسه اليوم شهادات أولئك الجنود إنما هو كسر للصورة التي طالما روجت لها الدولة الزائلة بأن الجندي اليهودي لا يهزم. لأنه اليوم هزم بالفعل، وتآكلت هالته المزيفة أمام معركة الإرادة، التي تخوضها المقاومة الفلسطينية.
واليوم صفة الجيش الذي لا يهزم، جديرة أن تنسب فقط بحق جنود المقاومة الذين يخرجون من بين الركام يلصقون القنابل باسم الله أكبر ،مقدمين الروح لله ولأرض باركها الله في كتابه الكريم.

شاهد أيضاً

وزير خارجية الصين في فرنسا : إساءة استخدام القوة العسكرية تؤدي إلى مزيد من الصراع

وزير خارجية الصين في فرنسا : إساءة استخدام القوة العسكرية تؤدي إلى مزيد من الصراع

شفا – أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي ، أن الحرب ليست حلاً للقضية النووية …