
مَنـارةُ النـورِ ، بيتُ لحمٍ ومريـمُ ، بقلم: رانية مرجية
تأنُّ نُجُومُ الليلِ في سَهَرِ البُكا
وترتعِشُ الأرواحُ من وَجَلِ الدُّجى
وفي مَغارةِ بيتِ لحمٍ شعشَعَتْ
أنوارُ فجرٍ من تراتيلِ السَّما
وُلدَ السَّلامُ، فكلُّ ركنٍ ساجدٌ
للطفلِ إذْ في المهدِ تمَّ تجلِّيَا
لا تاجَ فوقَ الرأسِ لا عرشٌ، ولا
قُصورُ، بل قَشٌّ تَحنُّ وتَرتَجِيَا
ومريمُ البتُولُ تلفُّهُ بكِسوةٍ
من حضنِها، والحبُّ سرُّ الأُمِّيَا
وعلى جبينِ الطفلِ نامَ الوحيُ في
صَمتٍ تُدثِّرُهُ القلوبُ الوَجِدِيَّا
ويوسفُ العَطُوفُ، وقارُهُ ما بانَ في
قولٍ، ولكن في العيونِ التقيَّة
يا بيتَ لحمٍ، نِعمَ مهدُ الطُّهرِ قد
جعلتِ فجرَ اللهِ ميلادًا نقيّا
لم تُكرَمِي الدنيا، ولكنْ شَرَّفَتْ
أرضُكِ المجهولةُ الإشراقَ حيّا
واليومَ يا مريمُ، تعودينَ الرؤى
في هيئةِ الأمهاتِ في الدربِ الشقيّا
في صمتِكِ الحاني، حكايا نسوةٍ
يغسلنَ دمعَ الخوفِ بالصَّبرِ البهيّا
ما بينَ رُكعٍ في الكنيسةِ خاشعٍ
ومآذنٍ تهفو لنورِكِ رضيّا
قولي لبيتِ لحمٍ: صبرا، إنّ من
وُلدَ السَّلامُ بهِ، سيُبعَثُ حيّا