8:15 مساءً / 3 يوليو، 2025
آخر الاخبار

غزة تستغيث ، فهل من يسمع؟ بقلم : الصحفي سامح الجدي

غزة تستغيث ، فهل من يسمع؟ بقلم : الصحفي سامح الجدي

في لحظات الانهيار الكامل، لا تعود الكلمات مجرد حروف، بل تتحوّل إلى أنين، إلى دمعة محبوسة، إلى رغبة في النجاة.

أكتب اليوم من غزة، لا من مدينة، بل من ذاكرة ملطخة بالدم، ومن شوارع تحوّلت إلى مقابر مفتوحة، ومن بين نساء يبتن على الأرصفة، وأطفال يركضون في الطرقات لا بحثًا عن الحياة، بل هربًا من موت يتربص في كل زاوية.

كل شيء هنا ينهار:


لا أكفان، لا قبور، لا مشافٍ، لا غذاء، لا ماء، لا حتى ظلّ شجرة نحتمي به من قصف أو من شمس، والكرامة تُدفن يوميًا بلا ضجيج.

غزة تختنق، ومشهدها اليومي لا يحتمل عدسة ولا قلم: أجساد على الطرقات، صراخ لا يجد صدى، وطنٌ صغير ينكمش تحت ثقل الدمار والتجاهل.

من وسط هذا الخراب، تتعالى الأصوات التي لا تملك سلاحًا، لكنها تملك وجعًا، وتتساءل بمرارة: أما آن للحرب أن تتوقف؟


أما آن للدم أن يبرد؟


هل باتت الهدنة ترفًا؟ وهل أصبح طلب “فرصة للحياة” جريمة سياسية؟

نعم، نُدرك حجم المسؤوليات، ونعلم كم الخيارات ضيقة وكم الحسابات معقدة، لكننا اليوم أمام لحظة فارقة، ليست لحظة قرار سياسي، بل قرار إنساني.

لا نطلب أكثر من هدنة.
نطلب وقتًا لدفن الشهداء،


لترميم ما يمكن ترميمه من أرواح، لضماد جراح الصغار الذين لم يعودوا يعرفون معنى الطفولة.

إن غزة اليوم لا تطلب نصرًا، بل تستغيث لأجل فرصة تنفّس. وإننا كصحفيين، نحمل صوت الناس، لا كحبرٍ على ورق، بل كصرخة من الأعماق.

نكتب كي لا نكون شهود زور، ونتكلم كي لا يُقال إننا صمتنا.

إلى من بيدهم القرار، إلى قيادة حركة حماس، إلى كل مفاوض باسم غزة: هذه الأرض لا تحتمل مزيدًا من الموت.

اصغوا لصوت الشارع، لا عبر التقارير، بل من بين دموع الأمهات، وتنهيدات الجياع، وسكون الشهداء.

كل ما في غزة اليوم يصرخ: كفى.
كفى حربًا، كفى موتًا، كفى انتظارًا على أبواب الضياع.

فهل من يسمع؟
هل من يستجيب؟

شاهد أيضاً

استشهاد المواطن وليد حسن بدير برصاص الاحتلال في طولكرم

شفا – استشهد مواطن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، قرب مخيم نور شمس …