5:46 مساءً / 1 يوليو، 2025
آخر الاخبار

اليسار الفلسطيني إلى أين ؟! ، بقلم المهندس : غسان جابر

غسان جابر

في زمن الانقسام وتكرار الخطاب، يعود إلى الواجهة سؤال مهم: أين اليسار الفلسطيني؟ ولماذا لم يعد مشروعه جذابًا لجيل الشباب؟

في هذا المقال الجريء، نفتح النقاش حول أهمية اليسار كنافذة للحل الوطني والاجتماعي، ونطرح رؤية مختلفة عن دوره الغائب، ومسؤوليته في تجديد ذاته، ودور الشباب في استعادة المشروع التقدمي الديمقراطي.

في ظلّ انسداد الأفق السياسي الفلسطيني، واستمرار حالة الانقسام والتشرذم، يطلّ علينا خيار ظلّ مهمّشًا لسنوات: اليسار الفلسطيني. خيارٌ لا يكاد يُرى في المشهد، رغم أن غيابه هو أحد الأسباب الجوهرية التي عطّلت المشروع الوطني الفلسطيني ومنعته من تحقيق اختراقات حقيقية نحو التحرر والعدالة.

قد لا يبدو اليسار اليوم جذابًا لجيل الشباب، وربما يُنظر إليه على أنه مجرد إرث سياسي من الماضي، لكن الحقيقة أن اليسار ليس تيارًا قديمًا بقدر ما هو فكرة متجددة تجمع بين مقاومة الاحتلال والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية داخل المجتمع الفلسطيني.

كان اليسار دومًا حاضنًا لهموم الفلاحين والعمال، مدافعًا عن النساء والشباب، وصوتًا للمهمّشين. لم يواجه الاحتلال فقط بالبندقية، بل أيضًا بفكرٍ نقدي جذري يربط بين التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي، ويضع كرامة الإنسان في صلب نضاله.

لكن تراجُع دور اليسار لم يكن فقط بسبب الانقسام السياسي أو شراسة الخصوم، بل أيضًا نتيجة أزمات تنظيمية وفكرية داخلية، وانفصال عن نبض الشارع والشباب. ومع غيابه، ترك فراغًا سياسيًا، فاندفع كثير من الشباب نحو خيارات مغلقة، أو سقطوا في فخ الإحباط والعزلة، أو انخرطوا في مشاريع لا تضع العدالة الاجتماعية في جوهرها.

اليوم، بات واضحًا أن الشباب الفلسطيني بحاجة إلى مشروع وطني ديمقراطي تقدمي يعيد توحيد الساحة السياسية، ويمنح الناس – لا النخب – موقع القيادة. وهذا المشروع موجود في صلب الفكرة اليسارية، شرط أن يجدد اليسار نفسه، ينفتح على الشباب، ويمنحهم موقعًا حقيقيًا في صناعة القرار، لا مقعدًا خلفيًا في الاجتماعات.

ليس المطلوب أن يتبنى الشباب خطابات أيديولوجية عتيقة، بل أن يصنعوا يسارهم الجديد بأنفسهم: يسارًا ينبض بالحلم، يعيد صياغة المشروع الوطني بروحٍ جريئة، ديمقراطية، ومرتبطة باحتياجات الناس. فاليسار الحقيقي ليس حزبًا فقط، بل وعيٌ نقدي وشجاعة أخلاقية في مواجهة الاستبداد الداخلي والاحتلال الخارجي معًا.

إن استنهاض اليسار الفلسطيني ليس حنينًا إلى الماضي، بل هو خطوة ضرورية نحو مستقبل فلسطيني يليق بتضحيات الشعب. إنه الطريق الوحيد نحو بناء مجتمع يضمن الحرية، الكرامة، المساواة، والعدالة الاجتماعية.

وهنا يأتي دور الشباب:


أن يقتحموا الميدان، يطرحوا الأسئلة التي تخشاها القيادات، ويقودوا التغيير بأنفسهم. فالأمل لن يعود إلا إذا قرر الشباب أن يكونوا صُنّاعه.

  • – م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.

شاهد أيضاً

مستوطنون يحرقون عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية جنوب نابلس

مستوطنون يحرقون عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية جنوب نابلس

شفا – أحرق مستوطنون، اليوم الثلاثاء، عشرات الدونمات من أراضي قرية دوما جنوب نابلس. وأفادت …