12:56 صباحًا / 1 يوليو، 2025
آخر الاخبار

ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو ، إرادة شعب وإنقاذ وطن ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

سامح الجدي

ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو ، إرادة شعب وإنقاذ وطن ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

تعود ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو كل عام لتذكّر المصريين، والعرب جميعًا، بيومٍ تحركت فيه الإرادة الشعبية لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخ مصر، وتُعيد تصحيح مسار وطنٍ كاد ينزلق نحو المجهول. ففي هذا اليوم من عام 2013، خرج الملايين من أبناء الشعب المصري في مختلف الميادين، مطالبين بإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين، التي تولّت السلطة عقب ثورة يناير، لكنها سرعان ما أظهرت رغبة في احتكار الحكم وتفكيك مؤسسات الدولة.

شعب أنقذ الدولة

لم تكن الثلاثين من يونيو مجرّد مظاهرات معارضة، بل كانت ثورة مكتملة الأركان، شارك فيها الشعب المصري بكل أطيافه: نساءً ورجالًا، مسلمين ومسيحيين، فقراء وطبقة وسطى، عمالًا وفلاحين ومثقفين. لقد حملوا رسالة واحدة: لا لحكم الجماعة، نعم لدولة المواطنة والدستور والقانون.

لقد شعر المواطن المصري العادي أن ما تحقق بعد ثورة 25 يناير قد بدأ يُختطف، وأن مؤسسات الدولة تُضعف عمدًا لصالح مشروع أيديولوجي ضيق لا يعكس روح مصر وتاريخها، فكانت الثلاثين من يونيو لحظة وعي ورفض، وثورة من أجل استعادة الدولة.

الجيش في صف الإرادة الشعبية

لم يكن لثورة يونيو أن تنجح دون انحياز القوات المسلحة المصرية، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي حينها، لإرادة الشعب. فقد جاء بيان الثالث من يوليو تتويجًا لتلك الملايين التي خرجت تطالب بالتغيير، وتم بموجبه إعلان خارطة طريق تضمنت تعطيل العمل بالدستور، وتشكيل حكومة انتقالية، والدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.

كان تدخل الجيش استجابة لإرادة شعبية واضحة، لا انقلابًا على الديمقراطية كما حاول البعض الترويج، بل خطوة حاسمة أنقذت البلاد من الفوضى والانقسام وربما الحرب الأهلية.

إنجازات وتحديات

في السنوات التي تلت الثورة، انطلقت الدولة المصرية في تنفيذ مشاريع كبرى لإعادة بناء البنية التحتية، وإنعاش الاقتصاد، وتعزيز الاستقرار الأمني. كما استعادت مصر مكانتها الإقليمية والدولية كدولة فاعلة، تمتلك قرارها، وتحمي أمنها القومي في محيطها العربي والأفريقي.

لكنّ الطريق لم يكن خاليًا من التحديات، فالإصلاح الاقتصادي تطلّب قرارات صعبة، ولا تزال المعركة مستمرة ضد الإرهاب، وضد محاولات التشويه التي تمارسها بعض الجهات المعادية في الداخل والخارج.

درس للعالم

لقد قدمت ثورة الثلاثين من يونيو درسًا مهمًا في أن الشعوب لا تُهزم إذا أرادت، وأن الأمن القومي لا يُفصل عن الإرادة الشعبية، وأن الدولة القوية لا تُبنى بالشعارات، بل بتكاتف المواطن مع مؤسسات بلاده، والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل.

الختام

تحل ذكرى الثلاثين من يونيو هذا العام ومصر تمضي قدمًا نحو التنمية الشاملة، متسلحة بوعي شعبها وخبرة دولتها، وبتاريخ حضاري عريق لا يسمح بانكسار أو خضوع. إنها ثورة شعب أراد الحياة الحرة الكريمة، ورفض أن يُختطف مستقبله باسم الدين أو الأيديولوجيا.

المجد للشعوب التي تعرف متى تثور، وكيف تبني بعد الثورة.

شاهد أيضاً

أمريكا ترسل الى إسرائيل ذخائر وقذائف بقيمة أكثر من نصف مليار دولار

شفا – قالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون ، إن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على إجراءات …