5:06 مساءً / 30 يونيو، 2025
آخر الاخبار

ترامب يلوّح بقطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل: مناورة لإنهاء حرب غزة أم إنقاذ نتنياهو قضائيًا؟ بقلم : علاء عاشور

علاء عاشور

ترامب يلوّح بقطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل: مناورة لإنهاء حرب غزة أم إنقاذ نتنياهو قضائيًا؟ بقلم : علاء عاشور

في خطوة لافتة وغير معتادة في العلاقة الوثيقة بين واشنطن وتل أبيب، لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية قطع المساعدات العسكرية الأمريكية عن إسرائيل إذا لم تُلغَ محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. هذه الرسالة السياسية الحادة تبدو للوهلة الأولى وكأنها تدخل سافر في شؤون القضاء الإسرائيلي، لكنها في العمق تحمل دلالات استراتيجية أوسع تتعلق بمسار حرب غزة ومستقبل الترتيبات الإقليمية.

تأتي تصريحات ترامب في وقت حساس للغاية، مع استمرار الحرب المدمرة في قطاع غزة، واتهامات متصاعدة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين. ما يطرحه ترامب قد لا يكون مجرد محاولة إنقاذ صديقه نتنياهو سياسيًا وشخصيًا، بل جزء من مقاربة أشمل لإنهاء الحرب وصياغة ترتيبات أمنية وسياسية جديدة في المنطقة.

يبدو أن ترامب يدرك أن استمرار محاكمة نتنياهو يقوّض قدرة الأخير على المناورة السياسية داخليًا، ويضعفه في اتخاذ قرارات صعبة كوقف الحرب أو الانخراط في تسوية شاملة. من هنا، فإن تهديده بقطع المساعدات العسكرية ليس موجّهًا إلى الحكومة الإسرائيلية وحدها، بل إلى ما يُعرف بـ”الدولة العميقة” في إسرائيل، بما في ذلك الجهاز القضائي والمؤسسات الأمنية التي تتحكم في القرارات المصيرية بعيدًا عن اعتبارات نتنياهو الشخصية.

ثمة قراءة تقول إن ترامب يحاول توجيه رسالة مزدوجة: أولًا، إلى الداخل الإسرائيلي مفادها أن مستقبل الدعم الأمريكي ليس أمرًا مفروغًا منه إذا لم يتم تأمين الاستقرار السياسي عبر إنهاء المواجهات العسكرية في غزة؛ وثانيًا، إلى الدول العربية التي التقاها في زيارته السابقة للمنطقة، والتي ربما قطع لها وعدًا ضمنيًا بالعمل على إنهاء الحرب والحد من الكارثة الإنسانية.

إن الضغط على القضاء الإسرائيلي لإلغاء محاكمة نتنياهو قد يُنظر إليه كخطوة فظة وغير ديمقراطية، لكنها بالنسبة لترامب قد تكون شرطًا ضروريًا لإنهاء حالة الشلل السياسي في تل أبيب وتهيئة نتنياهو لتقديم تنازلات استراتيجية توقف الحرب وتعيد ترتيب أولويات الأمن الإقليمي.

في نهاية المطاف، هذه المناورة تكشف طبيعة المقايضات المعقدة في السياسة الدولية: مساعدات عسكرية مقابل قرار قضائي؛ دعم أمريكي غير مشروط مقابل التزام إسرائيلي بإنهاء حرب مدمرة؛ وتأمين المصالح الأمريكية في الإقليم عبر بوابة إنهاء نزاع دموي وفتح الطريق أمام تحالفات جديدة.

يبقى السؤال الأهم: هل ستقبل الدولة العميقة في إسرائيل بهذه المعادلة؟ أم أن الحسابات الداخلية الإسرائيلية – من القضاء إلى الجيش إلى الرأي العام – ستجعل أي تسوية على هذا النحو مستحيلة، وتُبقي على جذوة الحرب مشتعلة بلا أفق واضح للسلام؟

شاهد أيضاً

سموتريتش : إسرائيل ستعود للمعركة في غزة

سموتريتش : الحرب يجب أن تنتهي بقرار واضح وإعادة الأسرى من موقع قوة

شفا – قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الإثنين، في افتتاح اجتماع الكتلة البرلمانية …