3:47 مساءً / 27 يونيو، 2025
آخر الاخبار

أبرز نتائج العدوان الإسرائيلي على إيران وضرورة الأمن القومي العربي ، بقلم : عمران الخطيب

أبرز نتائج العدوان الإسرائيلي على إيران وضرورة الأمن القومي العربي ، بقلم : عمران الخطيب

في البداية، كان موقف النظام الرسمي العربي أشبه بدور المشاهد، رغم إدانة مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، للعدوان، إلا أن الصورة العامة بدت وكأننا نشاهد مباراة كرة قدم، ننتظر فيها الفائز بكأس العالم.

في إعلان النتائج من قبل الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ترامب، توقّع البعض تفوّق “إسرائيل” مسبقًا، خصوصًا بعد توجيهها الضربة الأولى لإيران، وتحقيق نتائج كارثية كادت أن تُسقط أي نظام سياسي.


فقد اغتالت “إسرائيل” عددًا من العلماء في البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى قيادات في هيئة الأركان والحرس الثوري.


ومع نجاح الضربة الأولى، وحجم الاختراق الأمني داخل إيران، كان هناك من يتوقع انهيار النظام الإيراني، خاصة بعد الكشف عن وجود ورشات داخل البلاد لتصنيع الطائرات المسيّرة، بدعم استخباراتي من جهاز الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية، وقواعد أمنية إسرائيلية في الدول المحيطة بإيران.

كانت “إسرائيل” تراهن على قاعدة “خير وسيلة للدفاع هي الهجوم”، وتأخّر الرد الإيراني لساعات طويلة عزّز من اعتقادها أن طهران لن ترد، وأن الاستسلام بات وشيكًا، خصوصًا مع تصريح ترامب بأن أمام إيران 60 يومًا فقط للمفاوضات، وإلا فعليها إعلان الاستسلام والتخلي عن برنامجها النووي وترسانتها الصاروخية.

وبدأ ولي عهد الشاه ينتظر العودة إلى الحكم، وكأنّ سقوط النظام بات محققًا. لكن السيناريو الإيراني فاجأ الجميع. فالصواريخ الإيرانية والمسيّرات تدفّقت باتجاه الكيان الصهيوني لمدة 12 يومًا، في هجمات تجاوزت قدرات القبة الحديدية، وانهالت على المواقع الاستراتيجية الإسرائيلية، حتى باتت “إسرائيل” عاجزة عن التحمل، وطلبت وقف إطلاق النار.

ترامب، تحت ضغط الواقع، قدّم مبادرة وقف إطلاق النار بدون شروط، بعكس ما أعلنه سابقًا.

في المحصلة، إيران صمدت، وامتصّت الضربة الأولى، وانتصرت سياسيًا واستراتيجيًا.


وقد أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، عن صدور قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد مصادقة مجلس صيانة الدستور.


كما أعلن مسؤولون إيرانيون أن البلاد لن تتخلى عن برنامجها النووي السلمي، وأكد المرشد الأعلى علي خامنئي أن إيران ستضرب القواعد الأمريكية في حال تم استهدافها مجددًا.

هذه النتائج تستدعي، على المستوى العربي الرسمي، إعادة النظر في العلاقات مع “إسرائيل”، وخاصة في ظل مرور 23 عامًا على مبادرة السلام العربية، التي تم تبنيها في قمة بيروت، دون أن تجد أي تجاوب من الجانب الإسرائيلي.
بل على العكس، تمادت “إسرائيل” في عدوانها، وتجاهلت كل المبادرات، من اتفاق أوسلو حتى قرارات مجلس الأمن، وعملت على تقويض السلطة الفلسطينية، وواصلت الإبادة الجماعية في غزة، والانتهاكات في الضفة الغربية والقدس.

كل ذلك يفرض على العرب بلورة رؤية شاملة لإعادة هيكلة الأمن القومي العربي، وتشكيل محور إستراتيجي يوازن كلًّا من إيران وتركيا، ويواجه الخطر الإسرائيلي، الذي بات لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يشكّل تهديدًا وجوديًا لدول عربية كبرى.


ففي حال نجاح العدوان على إيران، ستكون مصر أو السعودية أو الباكستان هي الهدف التالي.

من غير المقبول أن نظل كعرب في المقاعد الخلفية، نراقب ونتفرج، بينما يُرسم مستقبل المنطقة على حساب أمننا ووجودنا وهويتنا.

عمران الخطيب

شاهد أيضاً

مقتل شاب في جريمة إطلاق نار في بلدة إكسال

شفا – قُتل شاب في العشرينات من عمره، اليوم الجمعة، إثر إصابته بإطلاق رصاص استهدفه، …