1:20 مساءً / 24 يونيو، 2025
آخر الاخبار

هل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة نحو تسوية أزمات المنطقة؟ بقلم : علاء عاشور

هل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة نحو تسوية أزمات المنطقة؟ بقلم: علاء عاشور

في خطوة مفاجئة ومثيرة للتساؤلات، أُعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل برعاية أمريكية، بعد توتر إقليمي حاد بلغ ذروته بضربة إيرانية رمزية استهدفت قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر. هذه الضربة، على الرغم من محدوديتها، بدت وكأنها تمهيد مدروس للوصول إلى طاولة المفاوضات، لكن ما بين التصعيد والتهدئة تقف المنطقة على مفترق طرق لا يزال ضبابيًا.

الضربة الإيرانية لم تكن عسكرية بقدر ما كانت سياسية الطابع، تحمل رسائل مشفرة للولايات المتحدة قبل أن تكون موجهة لإسرائيل. فطهران أرادت القول إنها تملك أوراق الردع، لكنها لا ترغب بانفجار شامل. وهنا جاءت الوساطة الأمريكية لتستثمر لحظة التوازن الهش هذا، محاولةً تجنيب المنطقة حربًا واسعة النطاق لا يملك أحد ترف خوضها.

لكن التساؤلات الأهم الآن لا تتعلق فقط بوقف إطلاق النار، بل بما بعده. فهل ستكون هذه التهدئة مقدمة لحلحلة ملفات المنطقة المشتعلة، وفي مقدمتها ملف الحرب الدامية في غزة؟ وهل سنشهد تحولًا من منطق السلاح إلى منطق الحوار؟ أم أن ما حدث ليس إلا هدنة مؤقتة في صراع طويل الأمد؟

الأكثر إثارة للقلق هو موقع إيران على طاولة المفاوضات. فالبعض يتوقع أن تدخل طهران وهي في موقع الضعف بعد أن تراجعت عن تهديداتها الكبرى، ما قد يفتح الباب أمام تقديمها لتنازلات استراتيجية، سواء في الملف النووي أو في دورها الإقليمي، الأمر الذي قد يحرجها داخليًا ويثير نقمة الشارع الإيراني الذي طالما اعتبر بلاده لاعبًا قويًا في المعادلة الإقليمية.

في المقابل، تحاول إسرائيل تسويق ما جرى كنصر سياسي وعسكري، وتروج أنها نجحت في ردع إيران وتحقيق أهدافها . هذا “النصر المزعوم”، إن جاز التعبير، قد يعزز موقف حكومة نتنياهو داخليًا، لكنه في الواقع لا يغير كثيرًا في توازن القوى الحقيقي، بل يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى معادلة إقليمية مأزومة.

يبقى أن نشير إلى أن ما يجري خلف الكواليس لا يزال غامضًا، والحقائق التي ستظهر في الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت، كما يقول المثل: “الشيطان يكمن في التفاصيل”. فالمفاوضات لا تُقاس بما يُقال في البيانات الرسمية، بل بما يُنتزع في الجلسات المغلقة.

ما تحتاجه المنطقة ليس فقط تهدئة مؤقتة، بل مشروعًا حقيقيًا لإعادة ترتيب الأولويات، والتعامل مع ملفات غزة ولبنان واليمن وسوريا من زاوية شاملة تنزع فتيل الانفجار المقبل قبل أن يقع. وإلا فإن كل وقف لإطلاق النار سيكون مجرد فاصلة قصيرة في نص طويل من الحروب القادمة.

شاهد أيضاً

الرئاسية العليا لشؤون الكنائس تنعى المطران كمال بطحيش

الرئاسية العليا لشؤون الكنائس تنعى المطران كمال بطحيش

شفا – تنعى اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، ممثلة برئيسها عضو اللجنة …